للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سهلًا كان يسمي المرأة، وروي أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إليها أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا أكلم الناس عليها فأمرته فعملها (١).

ويروى "أنظري غلامك النجار" أي أمهليه كأنه يقول: دعيه يترك ما كان يعمله ويعمل لي هذِه الأعواد، وعن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بَدَّن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرًا يا رسول الله؟

قال: بلى، فاتخذه (٢).

والقهقرى: الرجوع إلى خلف، وإذا قلت: رجعت القهقرى فكأنك قلت: رجعت الرجوع الذي يعرف [بالقهقرى] (٣).

ومقصود الحديث أنه لما اتخذ المنبر ووضع ابتدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صعده بالصلاة، فكبر وكبر الناس خلفه مؤتمين به فقرأ وركع، فلما انتهى إلى السجود نزل القَهقَرى، وإنما نزل كذلك لئلا يستدبر القبلة وسجد على الأرض عند أصل المنبر، ثم عاد إلى الصعود فلما انتهى إلى السجود في الركعة الثانية نزل القهقرى ثم عاد حتى فرغ من الصلاة، وروي أنه لما فرغ أقبل على الناس بوجهه وقال: "يا أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي" (٤).

وفيه أنه يحسن إذا اتُّخذ سريرٌ أو استحدثَ بناء أن يبتدأ فيه بالصلاة، وأنه تجوز الصلاة على السُّرُر والتُّخوت، ونزوله للسجود يشبه أن يكون لتضايق المنبر له خاصة إذا روعيت التخوية (٥) والهيئات


(١) وهو في رواية البخاري ومسلم.
(٢) رواه أبو داود (١٠٨١).
(٣) في "الأصل": بالقهقر. والمثبت من "مختار الصحاح" مادة: قهر.
(٤) وهو في رواية مسلم.
(٥) حاشية: قال الجوهري في "الصحاح": وخوى البعير تخوية إذا جافى بطنه عن الأرض في بروكه وكذلك الرجل في سجوده.

<<  <  ج: ص:  >  >>