للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وروي عن سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغْتسلَ يوم الجمعة وتطهر بما استطاع من طهرٍ، ثم ادهن أو مسَّ من طيب، ثم راح فلم يفرق بين اثنين فصلى ما كتب له، ثم إذا خرج الإِمام أنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى". وهذا رواه البخاري في "الصحيح" (١) عن عبدان، عن ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري.

وفي الحديث تسمية الجمعة عيدًا، ويقال: سمّي العيد عيدًا لعوده وتكرره لوقته، وقيل: لعوده بفرح المسلمين، وقيل: سمّي به تفاؤلًا ليعود ثانيةً، وهذِه الوجوه حاصلة في الجمعة فلا بُعد في تسميتها عيدًا، وفيه الأمر بالاغتسال للجمعة والأحاديث فيه مشهورة: فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل" (٢).

واحتج البخاري بهذِه اللفظة على من لا يشهد الجمعة من النساء والصبيان لا يغتسل، وهو ظاهر المذهب، وعن أبي سعيد الخدري أنه - صلى الله عليه وسلم -[قال] (٣) "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم" (٤) وحمل الواجب على الثابت المؤكد، والمحتلم على البالغ، وفيه الأمر بالاستياك، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد أنه قال: "من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ولبس أحسن ثيابه، وتطيب بطيب إن وجده، ثم جاء ولم يتخط الناس فصلى ما شاء الله أن يصلي،


قال المنذري (١٠٥٨): إسناد حسن، وحسنه الألباني في "التعليق الرغيب" (١/ ٢٥٣).
(١) "صحيح البخاري" (٩١٠).
(٢) رواه البخاري (٨٩٤)، ومسلم (٨٤٤/ ١، ٢).
(٣) سقط من "الأصل".
(٤) رواه البخاري (٨٥٧)، ومسلم (٨٤٦/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>