للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[الشرح]

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم (١) والترمذي (٢) عن قتيبة عن عبد العزيز الدراوردي واللفظ: "حتى بلغ كراع الغميم فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام.

فقال: أُولَئِكَ العُصَاةُ أُولَئِكَ العُصَاةُ".

وكراع الغَمِيم: الغين منه مفتوحة والميم مكسورة، وقد تضم الغين وتفتح الميم، وذكر أنه وادٍ أمام عسفان، والكراع مضاف إليه وهو جبل أسود بطرف الحرة، وكراع كل شيء طرفه ومنه أكارع الدابة.

وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - صام في السفر أيامًا ثم أفطر، فدل على جواز الصوم والإفطار، وسيأتي (٣) في الصيام حديث حمزة بن عمرو الأسلمي أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصيام في السفر فقال: "إنْ شئتَ فصُم وإنْ شئتَ فأفْطر"، وعن أبي سعيد الخدري قال: "كنَّا نسافر مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره" (٤) وعنه أيضًا قال: "كنَّا نغزو مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فمنَّا الصائم ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم، يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ومن وجد ضعفًا فأفطر فإن ذلك حسن" (٥).


(١) "صحيح مسلم" (١١١٤/ ٩٠) عن ابن المثنى.
(٢) "جامع الترمذي" (٧١٠) وقال: حسن صحيح.
(٣) سيأتي إن شاء الله برقم (٥٠١).
(٤) رواه مسلم (١١١٦/ ٩٣ - ٩٥).
(٥) رواه مسلم (١١١٦/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>