للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "ما بين لابتيها" يريد طرفي المدينة وقد ورد التفسير في الحديث.

وقوله: "حتى بدت ثناياه" كذا هو في رواية الشافعي، ورأيت مثله في "مسند أبي داود" ورواية الجمهور: "حتى بدت أنيابه" وكذا هو في "الموطأ". والثنايا: الأسنان الأربع في مقدم الفم، اثنتان من الأعلى واثنتان من الأسفل ويليها أربع يقال لها: رباعيات، ويليها الأنياب وهي جمع ناب، والأنياب أليق فإن المقصود أنه بالغ في الضحك، ومن روى "الثنايا" فالمعنى أنه ضحك بقدر ما بدت ثناياه وهو التبسم، وكان جلّ ضحكه - صلى الله عليه وسلم - التبسم (١).

وقوله: "كله" وفي رواية: "أطعمه أهلك" قيل فيه: أنه كان يجوز صرف الكفارة إلى الأهل ثم نسخ، وقيل: كان التجويز مخصوصًا بذلك الرجل، والأحسن ما أشار إليه الشافعي وهو أن الرجل وجبت عليه الكفارة وكان عاجزًا عن جميع خصالها فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعطيه ما يصرفه في الكفارة، فذكر أنه من أحوج الناس فلم ير له أن يتصدق به، وأمره بأن يتركه لنفسه وعياله وتكون الكفارة في ذمته إلى أن يقدر.

قوله: "وصم يومًا مكان ما أصبت" يدل على أنه يجب القضاء مع الكفارة، وهو ظاهر المذهب، وعلى أن يومًا من رمضان يقضى يوم، وعن ربيعة أنه يقضي يومًا باثني عشر يومًا؛ لأن الله تعالى اختار الشهر من اثني عشر شهرًا، واحتج محتجون بالحديث على أنه يجوز للإمام


(١) رواه الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ١٥٥ رقم ٤١٤) من حديث هند بن أبي هالة، قال الهيثمي في "المجمع" وفيه من لم يسم. وروى البخاريّ (٤٨٢٨)، ومسلم (٨٩/ ١٤) من حديث عائشة قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>