للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديثٌ أخرجَه مسلمٌ في «الصحيحِ» (١)، وذَكرَ البخاريُّ (٢) حديثَ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ وفيه: «والنُّصحُ لِكلِّ مسلمٍ».

والنَّصيحةُ يُمكنُ أَن يَكونَ اشتِقاقُها مِن قولِ القائلِ: نَصحْتُ العسلَ إذا صفَّيتُه. ويَجوزُ أَن يَكونَ الاشتقاقُ مِن النُّصحِ الذي هو الخياطةُ، والإبرةُ تُسمَّى مِنْصَحةً، ويُسمَّى الخياطُ الناصحَ، فيَكونُ مَعنى الحديثِ أنَّ الناصحَ يَلُمُّ بالنُّصحِ شَعَثَ أَخيهِ، كما يَلُمُّ الخياطُ الخرقَ الذي يكونُ في الثوبِ.

ومَعنى النُّصحِ للهِ تَعالى: طاعَتُه وتَبليغُ ما أَوجبَ على العبادِ.

وقولُهُ: «ولكتابِهِ» أي: بتَبليغِ ما أَوجبَ فيه.

وقولُهُ: «ولرسولِهِ» أي: بطاعتِهِ فيما أُرسِلَ به وبلَّغَه عن اللهِ.

وكَذا أَئمةُ المُسلمينَ، ونُصحُ عامَّتِهم فيما يُبَلِّغُهم عن اللهِ والرسولِ.

٢٥٧ - /أخبرنا الفقيهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ المالكيُّ قالَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الخطيبُ: أخبرنا محمدُ بنُ الحسينِ القَطانُ: حدثنا عبدُ الباقي بنُ قانعٍ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ نصرٍ التِّرمذيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ: حدثنا سعيدُ بنُ محمدٍ مَولى بني هاشمٍ: حدثنا محمدُ بنُ المُنكدرِ، عن جابرٍ قالَ:

جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَشكو إليه الفاقَةَ، فأمَرَه أَن يَتزوَّجَ (٣).


(١) من حديث تميم الداري برقم (٥٥).
(٢) برقم (٥٧) وأطرافه، وكذا مسلم (٥٦).
(٣) هو في «تاريخ بغداد» للخطيب (١/ ٣٦٥).
وسعيد بن محمد مولى بني هاشم هو ابن أبي موسى المديني، قال أبو حاتم: حديثه ليس بشيء.

<<  <   >  >>