للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢١ - [٤٧]-حديث: أن أبا طيبة الحجّام شرب دم رسول الله -صلي الله عليه وسلم - ولم يُنكِر عليه.

وفي رواية: أنّه قال له -بعد ما شرب الدم-: "لا تَعُدْ، الدَّمُ حَرَامٌ كلُّه".

أمّا الرِّواية الأولى فلم أو فيها ذكرًا لأبي طيبة، بل الظّاهر أن صاحبها غيره؛ لأن أبا طيبة مولى بني بياضة من الأنصار، والذي وقع لي فيه أنّه صَدَرَ من مولًى لبعض قريش، ولا يصحّ أيضًا: فروى ابن حبان في "الضعفاء" (١) من حديث نافع أبي هرمز عن عطاء، عن ابن عباس قال: حجم النبي - صلى الله عليه وسلم - غلام لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته أخذ الدَّم فذهب به من وراء الحائط، فنظر يمينًا وشمالًا فلمّا لم ير أحدا تحسَّى دمَه حتى فرغ، ثمّ أقبل فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - وجهه، فقال: "وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ بالدَّمِ؟! ". قلت: غَيَّبْتُه من وراء الحائط. قال: "أَيْنَ غَيَّبْتَهُ؟ ".

قلت: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم - نفست على دمك أن أهريقه في الأرض، فهو في بطني.

قال: "اذْهَبْ فَقَدْ أَحْرَزْتَ نَفْسَكَ مِنَ النَّارِ".

ونافع، قال ابن حبان: روى عن عطاء نسخة موضوعة. وذكر منها هذا الحديث، وقال يحيى بن معين: كذاب (٢).


(١) كتاب المجروحين (٣/ ٥٧).
(٢) رواية ابن أبي مريم عنه. انظر: "الكامل" (٧/ ٤٨ - ٤٧)، ولفظه: "ليس بثقة كذاب".
وقال في "تاريخ الدارمي" (رقم ٨٢٦): "لا أعرفه"، وفي تاريخ الدوري" (٤/ رقم ٣٨٢٨): "ليس بشيء"، وفي موضع آخر منه (٤/ ٣٤٨٢): "ضعيف"، وانظر: "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٥٥)، و"الضعفاء" للعقيلي (٤/ ٢٨٦).