للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الله يقول في قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} قال: قالت اليهود: إذا أن الرّجل امرأته باركةً كان الولدُ أحولَ، فأكذبهم الله عَزَّ وَجَلَّ فأنزل (١) {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: كيف شئتم؛ في الفرج يريد بذلك: موضعَ الولد للحرث، يقول: ائت الحرثَ كيف شئتَ.

ومن قوله (٢): " [يقول] (٣): كيف شئتم" يحتمل أن يكون من كلام جابر أو من دونه.

[فائدة]

ما تقدم نقله عن المالكيّة لم يُنقل عن أصحابهم إلَّا عن ناس قليلٍ، قال القاضي عياض: كان القاضي أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي يجيزه، ويذهب فيه إلى أنّه غير محرَّم. وصنّف في إباحته محمّد بن سحنون، ومحمّد بن شعبان، ونقلَا ذلك عن جمعٍ كثير من التّابعين.

وفي كلام ابن العربي والمازري ما يومي إلى جواز ذلك أيضا. وحكى ابن بزيزة في "تفسيره" عن عيسى بن دينار، أنه كان يقول: هو أحلّ من الماء البارد.

وأنكره كثير منهم أصلًا، وقال القرطبي في "تفسيره" (٤) وابن عطية قبله: لا ينبغي لأحد أن يأخذ بذلك، ولو ثبتت الرواية فيه؛ لأنها من الزلَّات.

وذكر الخليلي في "الإرشاد" (٥) عن ابن وهب: أن مالكًا رجع عنه.


(١) في الأصل: (فأنزل الله) بتكرير اسم الجلالة، والمثبت من "هـ".
(٢) [ق/٥٢١].
(٣) من "م".
(٤) تفسير القرطبي (٣/ ٩٥).
(٥) الإرشاد (١/ ٢٠٦).