للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: أدركتُ في مسجدنا هذا ستّين أو سبعين من التّابعين لم أكتب إلّا ممن يعرف حلال الحديث وحوامه وزيادته ونقصانه (١).

ويقول سفيان بن عُيَيْنَة: ما كان أشدّ انتقاء مالك للرّجال وأعلمه بشأنهم (٢). وقال: إن مالكًا لا يحدَّث إلّا عن ثِقَة (٣).

وقال الشّافعيّ: إذا جاء الحديث عن مالك فشدّ به يدك (٤).

وقال أبو حاتم: مالك نقيّ الرِّجال، نقيّ الحديث، وهو أنقى حديثا من الثوريّ والأوزاعي (٥).

[الموطأ]

لم يكن مالكٌ - رحمه الله - حريصًا على الإكثار من الرّواية، فكان يقول: ليس العلم بكثرة الرِّواية، وإنما هو نُورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء. بهذه الكلمة خطَّ الإمام منهجه في العلم، وعليها بَنَى صنيعه في كتابه، فقد جعل هذا الكتاب قليلًا من كثير، هو القليل الَّذي أثبته وحدَّث به وأشاعه في النّاس، من الكثير الَّذي رواه وحفظه وكتبه، ثم تركه فلم يحدِّث به ولم يعتمده. قال سليمان بن بلال: "لقد وضع مالك "الموطَّأ" وفيه أربعة آلاف حديث -أو


(١) مقدمة الكامل: ١/ ١٥١، والمجروحين لابن حبّان: ١/ ٤٠.
(٢) مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: ١/ ٢٣، والتمهيد لابن عبد البّر: ١/ ٦٥.
(٣) سير أعلام النُّبَلاء: ٨/ ٧٣.
(٤) مقدمة الجرح والتعديل: ١/ ١٤.
(٥) المصدر السابق: ١/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>