للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الفوائد المنثورة في هذا الباب:

وهي عشر:

الفائدة الأولى:

قوله (١): "الشَّمسُ والقَمَرُ آيتان من آيات الله، لا يَخسِفَانِ لِموْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيتُمْ ذَلِكَ" فَذَكَر ستّ خصالٍ عامّة وخاصّة: اذْكُرُوا الله، ادْعُوا الله، كَبِّرُوا، صَلُّوا، اعْتَقِوا، ذلك* قولُه: "آيَتَانِ منْ آياتِ الله".

فإن قيل (٢): وأَيُّ آيةٍ في الكُسُوفِ، وإنّما (٣) هي حيلولة القمر (٤)، وكسوف (٥) القمر أنّ يقع (٦) في ظلِّ الأرض، وهي أمورٌ حسابيّة؟.

الجواب - قلنا: طُلوعُ الشّمس وغُرُوبها آية، والسّموات والأرض كلّها آيات، إلَّا أنّ الآيات على ضربين:

منها: مستمرٌّ عادةً.

ومنها: ما يأتي نادرًا يخالف الاعتياد.

فأمّا المستمرُّ، فقد رتّبت الشّريعة ما رتبت عليه، وأمّا النّادرُ فيشق (٧) أنّ يُحْدَثَ لها عبادة (٨)، فيكون جريان ما يخالف الاعتياد ذكرًا لقلبه وصقلًا لصَدئه (٩).

مزيد إيضاح (١٠):

اعلموا -وفقكم الله للرَّشادِ- أنّ شيئًا من الأمور العُلْوِيّة في السّموات ليس لها


(١) في حديث الموطَّأ (٥٠٧) رواية يحيى. (*) "ذلك" زيادة من القبس.
(٢) انظر هذا التّساؤل والجواب عليه في القبس: ١/ ٣٨٠ - ٣٨١.
(٣) "وإنّما" ساقطة من جـ، وفي القبس: "وإنّما الكسوف للشمس".
(٤) في القبس: "القمر بين النّاس وبينها".
(٥) جـ: "كسف".
(٦) ف، جـ: ايقطع، والمثبت من القبس.
(٧) في النسخ: "فيستبين" والمثبت من القبس.
(٨) في القبس: "فشرع للنّفس البطالة الآمنة التّعَبُّد والرّهبة عند جريان ما يخالف الاعتياد".
(٩) في النسختين اضطراب شديد في الفقرة السابقة وقوإنتقينا منهما ما رأيناه صوابًا يلتئم به الكلام، وذلك بالاعتماد على القبس.
(١٠) انظره في القبس: ١/ ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>