للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَتْنِه (١)، أَخْرَجَهُ الأيِمَّة بألفاظٍ مختلفةٍ ومعانٍ متقاربةٍ، وهي مرويّةٌ من ستَّةِ طُرُقٍ.

الطريق الأوّل: حديث أبي هريرة هذا الّذي في الموطّأ، وهو أَصَحُّها وأَحْسَنُها مَسَاقًا.

الطّريقُ الثّاني: حديثُ أبي الدَّرْدَاء (٢)، عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ أنّه قال: "إنّ الله عزّ وجلّ ينزلُ في ثلاثِ ساعاتٍ بَقَيْنَ من اللَّيلِ، فيفتحُ الذِّكْر في السّاعةِ الأُولَى الّذي لم يره أحدٌ غيره، فيمحو اللهُ ما يشاء ويثبت، ثمّ ينزل في السّاعة الثّانية إلى جنَّة عَدْنٍ، وهي دارُه الّتي لم ترها عين، ولم تخطر على قلبِ بشر (٣)، لا يسكنها غير ثلاثة: النَبِيُّوُن، والصِّدِّيقُونَ، والشُّهداء. ثم يقول: طُوبَى لمن دَخَلَكِ، ثمّ ينزلُ في السَّاعة الثّالثة إلى سَمَاءِ الدُّنيا، فَتَلْتَطِي، يعني تَرْعُدُ. ثم يقول: قُومي بعِزَّتي. ثمَّ يطلعُ على عباده فيقول: هل من مستغفرٍ فأَغفر له، ألاَ هَلْ من سائلٍ يسأَلني فأُعطيه، ألَّا هل من دَاع يَدْعُوني فأجيبه، حتّى تكون صلاة الفجر، وذلك قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} الآية (٤)، يشهده الله وملائكته من ملائكة اللّيل وملائكة النّهار".

الطّريق الثالِث: روي أيضًا من طُرُقٍ، ومدارُه على أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إذا بَقِيَ من اللَّيلِ ثُلُثَهُ، ينزلُ اللهُ تباركَ وتعالى إلى السَّماءِ الدُّنيا فيقولُ: من ذَا الَّذي يَدْعُوبي فأستجيبُ لَهُ، من ذا الّذي يَستَغْفِرُني فأَغْفِرُ لَه، من ذا الّذي يَسْتَرْزِقُنِي فأرزقه، من ذا الّذي يستكشف الضُّرَّ فأكشفه عنه، حتّى ينفجر الفَجْر" (٥).

الطريق الرّابع: زاد عُبادَة بن الصّامت، قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "ينزلُ ربُّنَا تبارَكَ وتعالى كلّ لَيلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنيا حين يَبْقَى ثُلُث اللَّيل الآخر، فيقولُ: ألَا عبد من عبادي يدعوني فأسَتجيب له، أَلَا ظالم لِنَفسِهِ يَدْعُوني فأغفر له، أَلاَ مقتر عليه رِزْقِه يَدعُوني فأرزقه، ألَا مظلوم يَذكرني فأنصُره. قال: فيكون كذلك إلى الصُّبح.


(١) أخرجه البخاريّ (١١٤٥)، ومسلم (٧٥٨).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش (٨٦)، والطّبريّ في تفسيره: ١٣/ ١٧٠، ١٥/ ١٣٩، والطبراني في الأوسط (٨٦٣٥)، واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السُّنَّة (٧٥٦)، وابن الجوزي في العلل المتناهية: ١/ ٣٨ (٢١) وقال: "هذا الحديث من عمل زيادة بن محمّد لم يتابعه عليه أحد. قال البخاريّ: هو منكر الحديث. وقال ابن حبّان هو منكر الحديث جدًّا، يروي المناكير عن المشاهير فاستحقّ التّرك".
(٣) غ: "أحد".
(٤) الإسراءِ: ٧٨.
(٥) أخرجه البخاريّ (١١٤٥، ٦٣٢١، ٧٤٩٤)، ومسلم (٧٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>