للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية السابعة:

قوله: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (١) فإن الآية نزلت في نَفرٍ من أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قَتَلُوا رجُلين من بني سُلَيْم بغير أَمْرِ اللهِ ورسوله، فأنزل اللهُ الآيةَ (٢).

الآية الثامنة:

قوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٣) قال علماؤنا: لم يرد به قُرْبَ المُجالَسَة ولا المُلامَسَة، ولا من حيث المجاورةُ ولا الملاصقةُ والمراقبةُ، وإنّما أرادَ قُرْبَ الرَّأفَةِ لا قُرْبَ المسافَةِ والقُرْبُ ينطلقُ على خمسة عشر وجهًا، بيَّنَّاهَا في موضعها.

وقال: المرادي (٤) في قوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٥) بالغَوْثِ والإحاطَةِ.

الآية التّاسعة:

قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (٦) قال الإمام (٧): قال بعضُ المبتدعة: كيف يصعدُ الكلِمُ الطِّيِّبُ وهو عَرَضٌ؟ هذا لا يُتَصَوَّر!.

قلنا: إنّ البارئ تعالى ضربَ بصُعودِ العملِ مثلًا بقوله؛ لأنّ موضِعَ الثَّواب فوق، وموضع العذاب أسفل، والصعودُ رِفْعَةٌ والنُّزُولُ هَوَانٌ، والكلامُ الطَّيِّبُ هو التَّوحيد، فيكون صعودُ الكَلِمِ الطَّيِّبُ إلى المكان الّذي أمرَ اللهُ تعالى الملائكة أنّ تضعَهُ بالصُّحُفِ إليه؛ لأنّ الكلم (٨) الطَّيِّب هو التّوحيد الصادق عن عقيدَةٍ طَيِّبَةٍ.

وقوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (٩) قال علماؤنا: هو العملُ الموافِقُ للسُّنَّةِ.

وقوله: {يَرْفَعُهُ} فإن قيل: إنّ الفاعلَ في {يَرْفَعُهُ} مُضْمَرٌ يعود على الله، أي: هو الّذي يرفعُ العملَ الصالحَ كما أنّ إليه يصعدُ الكلم الطَّيِّب.


(١) الحجرات: ١.
(٢) وهي رواية الضّحاك عن ابن عبّاس، نصّ على ذلك القرطبي في تفسيره: ١٦/ ٣٠١ معتمدًا على الماوردي.
(٣) سورة ق: ١٦.
(٤) غ: "المراد".
(٥) سورة ق: ١٦.
(٦) فاطر: ١٠.
(٧) جـ "القاضي".
(٨) جـ: "الكلام".
(٩) فاطر: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>