للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نكتةٌ (١):

قيراطُ الحسناتِ هو تقديرُها، فأما قيراط السَّيِّئات فهو من ثلاث حبّات لا يزيد، بل تَمحَقُه الحسنة وتُسْقِطُه.

تنبيه على وهم:

قال بعضُ الجَهَلَة: كيف يصحُّ الوَزْنُ للأعمال، والأعمال أعراض، والأعراض لا يقع بها الوزن، مع أنّ الأعراض لا بقاء لها، ولا يقوم معنى بها من ثِقَلٍ أو خِفَّةٍ؟

قلنا: عنه جوابان:

أحدهما: أنّ الصَّحائف تُوزَن.

الثّاني: أنّ الله سبحانه يخلُق أجسامًا بِعَدَدِ الأعمال يقعُ الوزنُ بها، ويخلُق البارئ فيها الثِّقَلَ والخِفَّةَ على حسب مقادير عمله، ويكون ذلك علامة على النَّجاةِ أو الهَلَكَة، فهذا معنى قوله: "قِيرَاطٌ مِثل جَبَلِ أُحُدٍ" (٢) ثوابًا، هكذا يكون في الثِّقَل والموازَنَة إذا كان خالصًا لله، فيكون هو الوَزْنُ، واللهُ أعلم.

المسألة الخامسة (٣):

فهذا انصرف النّاس، هل يزورها أهلها أم لا؟

وهل زيارة القبور واجبة، أم مسنونة، أم مندوب إليها، أم منهي عنها؟

قال الإمام الحافظ: هذا بابٌ عظيمٌ من ناسخِ الحديث ومنسوخه، فيه الأثر الصّحيح بالإذْنِ فيه بَعْدَ المنع منه.

فأمّا السُّكْنَى فممنوع منه ومكروه، ولمّا مات الحسن بن عليّ ضربت امرأته عليه قُبَّة وجلست عنده (٤) سَنَة، ثمّ رفعت، فسمعوا صائحًا يقول: أَلاَ هَلْ وَجَدُوا مَا عَمِلُوُا (٥). وليس لزيارتها فائدة، وليس يحضرني في هذه العاجلة إلَّا ما قال


(١) انظرها في العارضة: ٤/ ٢٦٢.
(٢) وهي رواية مسلم (٩٤٥) لحديث أبي هريرة السابق ذِكرُهُ.
(٣) انظرها في العارضة: ٤/ ٢٧٣ - ٢٧٦.
(٤) غ: "عليه" وفي العارضة: "عندها".
(٥) الّذي في العارضة: "ألَّا هل وجدوا ما فقدوا. وأمّا جوابه الآخر: بل يلبسوا ما تقلّبوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>