للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: يحتمل أنّ يكون الميِّت (١) قد وصَّى أنّ (٢) يبكَى عليه، فيعذَّب بوصيَّتِهِ (٣) وإنَّ (٤) تلك الأفعال الّتي يعدِّدُها أهله ممّا يُعدُونها (٥) محاسن الميِّت فيه، يعذّب عليها (٦) من إيتامِ الولدان وإخراب العُمران على غير وَجْهٍ يجوزُ".

وقال أبو عبد الملك (٧): "إنّما أراد بقوله: "يُعَذَّبُ" اشتغال النّفس (٨) بما يدخل على أهله من الوِزْرِ من سَبَبِه أيضًا" (٩)، وهذا حسن (١٠) أيضًا.

الثّانية (١١):

قوله (١٢): "إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ" قال الإمام: إمّا أنّ يكون بمعنى الميِّت، فيكون المعنى: يعذَّب بسبب النِّياحة عليه، وذلك أنّه رَضِيَ به إذ (١٣) كان من سببه، أو أعجبه (١٤) أَوْ أوصَى به. أو يكون ذلك يرجع لسبَبِ النَّياحة عليه.

وأقا قول عائشة: "ذَلِكَ الكَافِرُ أَوِ الْيَهُودِيَّةُ يَزيدُهُ اللهُ عَذَابًا بِبكُاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ. وَأنَّ الله هُوَ أَضحَكَ وَأَبْكَى، وَقَالَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (١٥). وقد ثبتَ في الصَّحيح عن عائشة، من طريق مسروق؛ أنّ يهوديّة دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقال: "عَذَابُ الْقَبرِ حَقٌّ" قالت عائشة: فَمَا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - صلَّى صلاَةً إلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (١٦).


(١) في المعلم: "وقيل محمله على أنّ المَيت".
(٢) في المعلم: "بأن".
(٣) في المعلم: "فعُذّب إذ نفذت وصيّته".
(٤) في المعلم: "وقيل: معنى يعذب ببكاء أهله، أي أنّ ... ".
(٥) غ، جـ: "ممّا يعذب بها" والمثبت من المعلم.
(٦) "ويعذب عليها" زيادة من المعلم يستقيم بها الكلام.
(٧) هو الإمام البوني في تفسير الموطّأ: ٧٣/ أ ..
(٨) في تفسير البوني: "نفس الميِّت".
(٩) "أيضًا" ليست من تفسير الموطّأ.
(١٠) جـ: "حديث حسن".
(١١) انظرها في عارضة الأحوذي: ٤/ ٢٨٥ - ٢٨٦.
(١٢) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث البخاريّ (١٢٩٢)، ومسلم (٩٢٧).
(١٣) جـ:"أو".
(١٤) في العارضة: "أو كان سنة وأعجبه".
(١٥) فاطر: ١٨، والحديث أخرجه البخاريّ (١٢٨٨)، ومسلم (٩٢٩).
(١٦) أخرجه البخاريّ (١٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>