للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو حنيفة: يُهِلُّ عَقِبَ الصَّلاة إذا سَلَّم منها (١).

وقال الشَّافعىّ (٢): يُهِلُّ (٣) إذا أخذت (٤) به راحلته (٥).

الدَّليل لمالك: أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أهلَّ حين استقلتْ به راحلَتُه قائمةً (٦)، والله أعلم.

العربيَّة (٧):

قوله (٨): "اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ" هو مصدرٌ مثَّنى للتكثير والمبالغة (٩)، ومعناه: إجابة لك بَعْدَ إجابة، ولزومًا لطاعتك، فتثنيّته للتَّأكيد (١٠) لا تثنية حقيقة (١١) بمنزلة (١٢) * قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (١٣) أي نعمتاه، على تأويل اليد ها هنا على النعمة، ونعم الله لا تحصى* (١٤).

ويونس بن حبيب (١٥) من أهل البصرة يذهب في لبَّيْك إلى أنَّه اسمٌ مفردٌ وليس بمثنّى، وأن الألْف إنّما تُقْلَب ياءًا (١٦) باتصالها بالمُضمَر على حدّ لَدَى وعلى مذهب سِيبَوَيْه (١٧)


(١) انظر مختصر اختلاف العلّماء: ٢/ ٦٢، والمبسوط: ٤/ ٤ - ٥.
(٢) في الأم: ٣/ ٥٣٦ (ط. فوزي) وانظر الحاوي الكبير: ٤/ ٨١.
(٣) جـ: "يهلل".
(٤) ت:"استقلت".
(٥) في المنتقى: "أخذت ناقته في المشي".
(٦) رواه مسلم (١١٨٤) من حديث ابن عمر.
(٧) كلامه في العربية مقتبس من المعلم بفوائد مسلم: ٢/ ٤٧ - ٤٨.
(٨) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطَّأ (٩٣٢) رواية يحيى.
(٩) جـ: "لتكثير المبالغة".
(١٠) في النسختين: "تثنيرُ التّأكيد" والمثبت من المعلم.
(١١) في المعلم: "حقيقة" وأشار المحقق في الهامش أنَّ في بقية النسخ حقيقة.
(١٢) في النّسختن: "تلزمه" والمثبت من المعلم.
(١٣) المائدة: ٦٤.
(١٤) ما بين النجمتين ساقط من النّسختين، واستدركناه من المعلم، ولا يخفى على القارئ ما في هذا التّأويل من نظر.
(١٥) هو أبو عبد الرّحمن الضّبي، اللغوي المعروف المتوفّى سنة ١٨٢، انظر: طبقات النحويين واللغويين للزُّبَيْدي: ٥١.
(١٦) "ياء" مستدركة من المعلم.
(١٧) في الكتاب: ١/ ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>