للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا كتبه ففيها غرائب من قول مالك، وأقوال شاذَّةٌ عن قوم لم يشتهروا بصُحبته، ليست مما رواه ثقاة أصحابه واستقَرَّ من مذهبه" وقال أبو إسحاق الشيرازي (١): "ووافق موته دخول بني عُبَيْد الرّوافض، وكان شديد الذَّمِّ لهم، ويقال إنَّه كان يدعو على نفسه بالموت قبل دولتهم، يقول: اللهم أَمِتْنِي قبل دخولهم مصر (٢)، فكان كذلك" (٣)، والكتابان لم يبق منهما في أيدينا شيء اليوم، وعسى أن يظهر منها شيء فيما بعد إن شاء الله.

٨ - "الشرح الكبير" (٤) لأبكر محمَّد بن عبد الله التّمِيمِيّ الأَبْهَرِيّ (ت. ٣٧٥) قال أبو القاسم الوهراني في الجزء الَّذي أملاه في أخبار الأبهَرِيّ (٥): "كان رجُلا صالحا ... فقيها عالمًا ... يحفظُ قول


(١) في طبقات الفقهاء: ١٥٥.
(٢) ما أشبه اللَّيلة بالبارحة، فقد أخبرنا أحد الشيوخ الفضلاء من بلد إسلامي معاصر، ابْتُلِيَ كما ابتُلِيَت به مصر قديما، أنّ أحد العلماء المعمَّرين بذلك البلد، دعا كما دعا به ابن شعبان، فاستجاب الله له، وتوفيَ بعد سيطرة فرق الصَّفَويين بمدّة وجيزة. ولا غالب إلّا الله.
(٣) انظر أخباره في: الإكمال لابن ماكُولا: ٥/ ٦٩ (ط. الهند)، وسير أعلام النُّبَلاء:
١٦/ ٧٨، والمقفى الكبير للمقريزي: ٦/ ٥٣١، والدِّيباج المُذْهَب: ٢/ ١٩٤، وجمهرة تراجم الفقهاء المالكيّة: ٣/ ١١٧٧.
(٤) ورَد ذِكْرُه في المسالك: ٥/ ٢٢٠ بواسطة الباجي في المنتقى. وأحيانا يقتصرُ المؤلِّف على: "قال الأَبهَرِيُّ" يعني: في شرحه الكبير، كما في المسالك: ٥/ ٣٢٥.
(٥) فيما رواه عنه القاضي عياض في مَدَارِكِه: ٦/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>