للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا الكتاب: فقولُه تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآية (١)، وقولُه: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} الآية (٢)، والمَخْلَصُ في الآية الأُولى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ} الآية (٣)، فشرَعَ اللهُ اللَّعانَ مَخلَصًا من المِحْنَةِ.

وأمّا السُّنَّة: فحديثُ عاصِم وعُوَيمر العَجْلانيَّ.

وأمّا الإجماع: فإنّ الأمَّةَ أجمعت على ذلك.

وأمّا القياس: فإنّ النَّسَبَ يلزم حرزه للفراش.

المسألة الثّانية (٤): في حقيقته

وبناؤُهُ فِعَالٌ، تركيبُ كلّ فعلٍ تعلَّقَ باثنينِ، كالقتالِ والخِصَام، سُمِّيَ بأشدِّ ما فيه وهي لَعْنَةُ الله. فقيل: لِعَانٌ، ولم يقل: غِضَابٌ مِنَ الغضبِ، تغليبًا لجانِبِ الرَّجلِ على المرأَةِ، لمَّا كان هو المُسَبِّبَ له والمُتَكَلِّمَ به.

ولعنةُ اللهِ هي إبعادُهُ للعبد من جِواره وطردِه له عن قُدسِهِ، وغضَبُ اللهِ يَحتمِلُ أنّ يكون إرادَتَهُ لعذابه، ويَحتمِلُ أنّ يكون نفسَ الفعل بعينه، فيكونُ على التّأويل الأوّلِ من أوصافِ الذَّاتِ، كقولنا فيه سبحانه: عالِمٌ، وقادر، وعلى التَّأويلِ الثّاني يكونُ من أوصافِ الفِعلِ.

المسألةُ الثّالثة:

قال علماؤنا: في اللَّعان شوائبُ الشَّهادةِ وشوائبُ اليمينِ، فعندنا أنّ المغلَّب فيه شائبةُ اليمينِ، وبه قال الشّافعي (٥).

وقال أبو حنيفة (٦): شائبةُ الشَّهادةِ فيه أَغلَبُ.


(١) النور: ٦.
(٢) النو ر: ٤.
(٣) النور: ٦.
(٤) انظرها في القبس: ٢/ ٧٤٧.
(٥) انظر الحاوي الكبير: ١٠/ ٤، ١٣.
(٦) انظر المبسوط: ٧/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>