للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد (١) قال ابنُ القاسم عن مالك في "المجموعة": "لهم منعه، وقاله في الدّخان في الفرن والحمام، وهو من الضَّرَرِ الكثير المستدام، يُمْنَعُ إحداثُه على مَنْ يستضرّ به.

أمّا "الرَّحَا": فضَرَرُهُ أمران:

أحدُهما: إفسادُ الجِدَارَاتِ.

والثّاني: صوتُها.

فأمّا إفساد الجدارات، فإن ثبت ذلك فإنّه من الضَّرَرِ الّذي يمنع.

وأمّا صوتها؛ فإنّه أيضًا مُضِرٌّ، ولا سيّما إذا كان الصّوت شديدًا فإنّه ضَرَرٌ يمنع.

وأمّا "الدّباَغ": فإنّه يؤذي بنَتنِ دِباغِه، فروي (٢) عن مُطَرِّف وابنِ الماجِشُون: أنّه يمنع منه، والفرق بينه وبين الصّوت على أصلهما، أنّ هذا ضَررٌ قديمٌ فوجب أنّ يمنع منه.

مسألة (٣):

ومن كان له أندر إلى جانب جِنَان رَجُل يضرُّ به تِبْنه (٤).

ومن رفع جدارًا يمنع جاره من ضوء الشّمس ومهبّ الرِّياح، فقد قال ابن نافع


(١) هذه الفقرة مقتبسة من المنتقى: ٦/ ٤١.
(٢) رواه ابن حبيب، نصّ على ذلك الباجي.
(٣) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٦/ ٤١ وانظر كتابُ الجدار للتطيلي: ١٧٨.
(٤) الظّاهر أنّه سقطت هنا فقرة، نرى من المستحسن إثباتها في الهامش كما وردت في المنتقى: "قال مُطَرَّف وابن الماجشُون: يمنع من ذلك. وقال سحنون في "العُتبية" إذا كان الأندر تبل بنيان الجَنَّة لم يغير. وجه القول الأوّل: أنّ البنيان وإن كان محدثًا فإن لصاحبه أنّ يمنع صاحب الأندر، وإن كان قديمًا يمنع من وقوع تبنه في أرضه كما يمنع ماشية قديمة من الدخول إلى أرضه، وبالله الترفيق. ووجه قرل سحنون: أنّها منفعة استحقّها بالقِدَم فلم يمنع منها".

<<  <  ج: ص:  >  >>