للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حديث آخر: "ومثله معه" (١) ثلاث مَرَّاتٍ.

الثّانية: كونُ العمل فيها سبيلًا إلى الجنَّة.

وقد قال - صلّى الله عليه وسلم -: "بَينَ قَبرِي وَمِنْبَرِي رَوضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ" (٢)، والعمل في الموضع الّذي مُثِّلَ بالجنةِ أفضل من العمل في غيره؛ لأنّه أقرب إليها.

الثّالثة: فضيلة السّكنى.

قال النّبيّ -عليه السّلام-: "مَنْ صَبَرَ عَلَى سُكنَى المَدِينَةِ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَو شَفِيعًا يَومَ القِيَامَةِ". خرَّجه أبو عيسى (٣) عن ابن عمر (٤) وأبي هريرة (٥)، وخَرَّجَه مسلم عنهما جميعًا (٦).

الرّابعة: كفّارة ارتكاب محظورها

في "صحيح مسلم" (٧) عن سعد، أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - جعل كفّارته سلب الصّائد (٨)، وقال: "مَنْ أَحدَثَ فِيهَا حَدثًا أَو آوَى مُحدِثًا، فَعَلَيهِ لَعْنَةُ الله والمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ" (٩).


= في الأوسط (٦٨١٨) قال المنذري في الترغيب والترهيب: ٢/ ٢٢٧ "رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيِّدٍ قويّ" وقال عنه الهيثمي في المجمع: ٣/ ٣٠٥ "ورجاله رجال الصّحيح".
(١) لعلّه يقصد الحديث الّذي رواه مالك في الموطَّأ (٢٥٩١) رواية يحيى، ومسلم (١٣٧٣).
(٢) رواه بلفظ: "ما بين قبري ... " الطحاوي في مشكل الآثار: ٤/ ٧٠ من طريق عبد الله بن وهب ومُطَرِّف كلاهما عن الإمام مالك، والحديث أخرجه أيضًا النسائي في الكبرى (٤٢٩٠)، والبيهقي: ٥/ ٢٤٦، وأبو يعلى (١٣٤١)، والطبراني في الكبير: ١٣١٥٦، والأوسط (٦١٠)، وأصل الحديث بلفظ: "ما بين بيتي ومنبري ... " متفق عليه، أخرجه البخاريّ (١١٩٥)، ومسلم (١٣٩٠).
(٣) في جامعه، كتاب المناقب.
(٤) تحت رقم: ٣٩١٨، بلفظ: "من صبر على شِدَّتها ولأوائها ... " وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٥) تحت رقم: ٣٩٢٣، بلفظ: "لا يصبرُ على لأواء المدينة وشِدَّتِها أحدٌ إِلَّا كنت ... " وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
(٦) الحديث (١٣٧٧، ١٣٧٨).
(٧) الحديث (١٣٦٤)، وانظر إكمال المعلم: ٤/ ٤٨٤.
(٨) تتمّة الكلام كما في العارضة: ١٣/ ٢٧٣: "ومن لا يقول به يرى أنّها أعظم في الانتهاك من أنّ تفابلها كفّارة".
(٩) أخرجه البخاريّ (١٨٦٧)، ومسلم (١٣٦٦) من حديث أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>