للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربيّة (١):

قولُه: "بِرُكبَةَ" قال ابنُ وضَّاحٍ: رُكبَةُ موضعٌ بين الطائف ومكّة في طريق العراق (٢).

وقال غيره: رُكبّةُ وَادٍ من أودية الطّائفِ (٣).

فقه ذلك (٤):

قال: وهذا الّذي فسّره مالك محتَملٌ، معناه عندي: أنّ الشّام كثير الأمراض والوَبَإِ والأسقام، وأن رُكبَةَ أرضٌ مُصِحَّةٌ طَيِّبَةُ الهواءِ، قليلةُ الأمراض والوبإِ؛ لأنّ الأمراض تُنقصُ من العمرِ أو تزيدُ في البقاءِ وتؤخّرُ الأجلَ، هذا لا يمكن.

وقبل: إنَّ أهل رُكبَة يُعَمَّرون العُمُرَ الطبيعيَ لِقلَّةِ الفاكهة عندهم.

باب النّهي عن القولِ بالقَدَرِ

التّرجمة (٥):

قال الإمام: هذا بابٌ قد بيَّنَّاهُ في "كتب الأصول" وأشرفنا الخَلقَ فيه على مراتبِ النّظرِ، ولكن لاهتبالِ مالكٍ به، وحُقَّ له، فنحنُ نشيرُ إلى أنموذجٍ من البيان فنقول:

أمّا ترجمتُهُ بالنّهي عن القول بالقَدَرِ فغريبةٌ؛ لأنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال في الحديث الصّحيح: "وأن تُؤمِن بِالقَدَر خَيرِهِ وَشَرِّهِ حُلوِهِ وَمُرِّهِ" (٦) فكيف يصحُّ أنّ يّنهّى عن القول بالقَدَرِ وذِكرهِ وهو مَحضُ الإيمانِ! ولكنّه إِنَّما بَوَّبَ بالنّهي؛ لأنّ الصّحابة كانت تَعَافُهُ؛


(١) كلامه في العربيّة مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٧٨.
(٢) انظر تفسير غريب الموطَّأ لابن حبيب: الورقة ١٤٣.
(٣) انظر معجم ما استعجم: ٢/ ٦٦٩.
(٤) هذا الفقه مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٧٨، ما عدا السَّطر الأخير فهو من إنشاء المؤلِّف.
(٥) انظرها في القبس: ٣/ ١٠٩١.
(٦) أخرجه مسلم (٨) بدون زيادة: "حلوه ومرّه" وهي عند ابن حبّان (١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>