للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا: إذا سمعت الرَّجل يقول الاسم هو المسمّى أو غير المسمّى فاشهد أنّه من أهل الكلام ولا دِينَ له (١).

وقال الزعفراني: قال الشّافعيّ: حُكمِي في أصحاب الكلام أنّ يُضرَبُوا بالجَرِيدِ، وُيطافُ بهم على العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسُّنَّة وأخذ في علم الكلام (٢).

وقال أحمد بن حنبل: لا يُفلِحُ صاحب كلام أبدًا، ولا يكاد يرى أحد ينظر في الكلام إِلَّا وفي قلبه دَخَلٌ (٣)، وبالغ فيه حتّى هجر الحارث بن أسدّ المُحَاسبي مع زُهدِهِ وَوَرَعِهِ بسبب تصنيفه كتابًا في الرَّدِّ على المبتَدعة، وقال له: ويحك ألستَ تحكي بدعتهم وتحمل النَّاس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتّفكُّر في تلك الشُّبهات، فيدعوهُم ذلك إلى الرأي والبحث (٤).

وقال مالك: أرأيت إنَّ جاء من هو أجدل منه، أياع دينه كلّ يوم بدين جديد؟ يعني: أنّ أقوال المتجادلين تتقاوم (٥).

واحْتَجَّ أيضًا: أنّ ذلك لو كان من الدِّين لكان أهمّ ما يأمر به رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ويعلِّم طريقه، وُيثْنِي على أربابه، فقد علّمهم الاستنجاء (٦)، وندبهم إلى علم الفرائض وأثنى


(١) أخرجه البيهقي في كتاب الاعتقاد: ٤٢، وابن عبد البرّ في الانتقاء: ١٣٣، وجامع بيان العلم: ٢/ ٩٤١ (١٧٩٣)، والهروي في ذم الكلام: ٤/ ٢٩٦ (١١٤٧)، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء: ١٠/ ٣٠.
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية: ٩/ ١١٦، وأبو الفضل المقري في أحاديث في ذم الكلام وأهله: ٩٨ - ٩٩، والبيهقي في آداب الشّافعيّ: ١/ ٤٦٢، وابن عبد البرّ في جامع بيان العلم: ٢/ ٩٤١ (١٧٩٤)، والانتقاء: ١٣٣، والخطبب البغدادي في شرف أصحاب الحديث: ٧٨، والهروي في ذم الكلام وأهله: ٤/ ٢٩٤ (١١٤٢)، والأصبهاني في الحجة في بيان المحجة: ١/ ٢٠٨.
(٣) أورده بهذا اللّفظ ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم: ٢/ ٩٤٢ (١٧٩٦)، ولفظ الغزالي كما في الإحياء: "دغل".
(٤) انظر تاريخ بغداد: ٨/ ٢١٤، وطبقات الشّافعيّة للسبكي: ٢/ ٣٩، ومقدمة عبد الفتاح أبو غدة لرسالة المسترشدين للمحاسبي: ٥٠ - ٥٢ (ط. ٨).
(٥) أورده ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم: ٢/ ٩٤٢ (١٧٩٧)، ولفظ الغزالي في الإحياء: "تتفاوت".
(٦) أخرجه مسلم (٢٦٢) من حديث سلمان الفارسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>