للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): الظَّرِبُ -بالكسر- هو ما كان من الحجارة أصلُه ناتِئًا في جبلٍ أو أرضٍ، وكان طرفه النَّاتِىءُ محدّدًا.

الفقه في مسائل:

الأولى (٢):

قوله: "بعثَ بعْثًا، وأَمَّرَ عليهم". كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يبعثُ السّرايا والعساكر إلى أرض العَدُوِّ، وتلك سُنَّةٌ مجْتَمَعٌ عليها، لا يحتاج في ذلك إلى استدلال ولا استنباط من أخبار الآحاد.

الثّانية (٣):

قال (٤): وفي هذا الحديث ما يدلُّ على أنّ المسلمين إذا نزلت بهم ضرورةٌ يُخاف منها تَلَفُ النّفوس وُيرْجَى بالمواساة بقاؤُها حينًا انتظارًا لفَرَجٍ، فواجبٌ حينئذٍ المواساةُ، وأن يشارك المرءُ رفيقَهُ وجارَهُ فيما بيده من القُوتِ، ألَّا ترى إلى حديث أبي هريرة الصّحيح في "مسلم" (٥) قال: شَكَوْنَا إلى رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم - الجُوعَ، فقال: "اجمعوا أزوادكم" قال: فجعل الرّجلُ يجيءُ بالحَفْنَة من التّمْرِ والحَفْنَةِ من السَّويقِ، وطرحوا الأنطاعَ والأكسيةَ، فوضع النّبيُّ -عليه السّلام- يده ثمّ قال: "كلوا"، فأكلنا وشبِعْنا، وأخذنا في مَزَاودِنَا، ثمّ قال -عليه السّلام-: "أشهدُ أنّ لا إله إِلَّا الله وأَنّي رسولُ الله، من قالها غيرَ شاكٍّ دخل الجنّةَ" وقد ذكرنا هذا في جملة معجزاته - صلّى الله عليه وسلم - في "الكتاب الكبير".


(١) قاله الخليل في العين: ٨/ ١٥٩، وعنه ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٦/ ٣١١.
(٢) هذه المسألة مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٣١٢.
(٣) هذه المسألة مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٣١٢ - ٣١٣.
(٤) القائل هو ابن عبد البرّ.
(٥) الحديث (٢٧) واعتمد المؤلِّف في إيراد هذا الحديث على ابن عبد البرّ الّذي أخرجه في التمهيد: ٢٣/ ١٧٧، ولفظ مسلم يختلف عن لفظ ابن عبد البرّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>