للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو صنفان: بحريٌّ وهنديٌّ. والبحريُّ هو القُسْطُ الأبيض يُؤتَى به من بلاد العرب.

وقال بعضُهم: إنَّ البحريّ أفضل من الهنديّ وهو أقلُّ حرارةً.

وقال إسحاق بن عمران (١): هما حارَّان يابسانِ في الدّرجةِ الثّالثة، والهنديُّ أشدُّ حرًّا، وهو في الجزء الثّالث من الحرارة.

وقال ابن سينا (٢):"القُسْطُ حارٌّ في الثّالثة يابِسٌ في الثّانية".

فأنت ترى هذه المنافع الّتي اتفق عليها الأطبّاء، فقد صار ممدوحًا شرعًا وطِبًّا.

وأمّا اعتراضهم في الحبّة السّوداء، فيحتَمِلُ أنّ يعالجَ به العلّل الباردة على حَسَبِ ما قلناهُ في القُسْطِ، وهو - صلّى الله عليه وسلم - قد يصفُ بحسْبِ ما شاهد من غالب أحوال الصّحابة في الزّمن الّذي يخاطبهم فيه.

معذرة:

قال الإمام (٣): وإنّما عدّدنا هذه المنافع في القُسْطِ من كتب الأطبّاء؛ لذكر النّبيِّ لها، فأردنا الجمعَ بين قولِ الأطبّاءِ والشّريعةِ. وأمّا قول الزّهري: "ولم يُبَيِّن لنا الخمسة" فبينّاها نحن على ما يليق بالحديث (٤).

وأمّا اعتراضهم على قوله (٥): "أَوْ كَيَّة بِنَارٍ".


(١) طبيب مشهور، كان يلقّب بسمّ ساعة، كان معاصرًا لدولة الأغالبة في إفريقية، قتل سنة ٢٩٦ هـ. لم يصلنا من مؤلفاته إلّا كتاب "المالنخوليا" توجد منه نسخة مخطوطة بمكتبة ميونيخ، رقم: ٨٠٥. انظر طبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل: ٨٤.
(٢) في القانون في الطِّبِّ: ١/ ٤٢٠.
(٣) الكلام موصولٌ للإمام المازري في المعلم بفوائد مسلم: ٣/ ١٠١.
(٤) هنا ينتهي النقل من كتاب المعلم.
(٥) في الحديث الّذي أخرجه البخاريّ (٥٦٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>