للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الصّحيح؛ أنَّ النّبيَّ فَعَلَهُ (١)، ولكن ينوي بسلامِهِ المسلمين.

وكذلك لو كان مجلسٌ جمَعَ أهلَ السُّنَّة وأهلَ البِدعَة، سَلَّمَ ونَوَى أهل السُّنَّة.

وكذلك لو كان فيه أولياءٌ وأعداءٌ، أو عدولٌ وظَلَمةٌ، خصَّ الأولياء والعدول، وترك الباقي. وكذلك أفعلُ في مقاصِدي، والله المستعان والموفِّق.

فإن كان الجميع ظَلَمَة، ودخلهم للضّرورة، سلَّمَ ونَوَى ما قال العلّماءُ في السّلام، المعنى: اللهُ عليكم رقيبٌ.

وقيل: معنى سَلَامُهُ: لكم مني أمانٌ، فليكن لي منكُم.

[باب الاستنذان]

الإسناد:

قال الإمام: الحديث (٢) في هذا الباب مُرسَلٌ من مراسيل عطاء بن يسار، ويُسنَدُ (٣) من طُرقٍ كثيرةٍ (٤).

مقدمة (٥):

اعلموا أنّ الاستئذانَ هو طَلَبُ الإذْنِ فيما لا يجوزُ إِلَّا به، وله وظائف من الفرائضِ والسُّنَنِ، وقد أحكمنا هذا في كتاب "أحكام القرآن" (٦) في "سورة النّور" بغايةِ البيانِ.


(١) في الحديث الّذي رواه البخاريّ (٦٢٥٤) عن أُسَامة بن زَيْد.
(٢) في الموطَّأ (٢٧٦٦) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (٢٠٢٨)، وسُوَيْد (٦٦٩)، ومحمد بن الحسن (٩٠٢).
(٣) الّذي قاله صاحب الاستذكار: ٢٧/ ١٥١ وهو الصّواب:، لا أعلم هذا الحديث يتّصلُ بهذا اللفط مسندًا بوجهٍ من الوجوه، وهو من صحاح المراسيل"، ويقول في التمهيد: ١٦/ ٢٢٩ "وهو مُرْسَلٌ صحيح مجتمع على صحّة معناه".
(٤) لعلّ مراد المؤلِّف أنّه يُسْنَد بغير لفظ الموطَّأ.
(٥) انطرها في العارضة: ١٠/ ١٦٠، ١٦٦، وهي المسألة الأولى.
(٦) ٣/ ١٣٩٥ - ١٤٠١

<<  <  ج: ص:  >  >>