للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّابعة (١):

لو دخل ولم يُسَلِّم، أُمِرَ أنّ يرجع فَيُسَلِّم.

ما جاء في التَّشمِيتِ في العُطاس

الأحاديث:

قال الإمام: حديثُ عبد الله بن أبي بكر (٢) في هذا الباب حديثٌ مرسَلٌ عند جميع الرُّواة للموطّأ، وأصحّه حديث أبي هريرة عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ أنّه قال: " يُشَمَّتُ المُسلِمُ إِذا عَطَسَ ثلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِنْ زَادَ فَهوَ زُكَامٌ" (٣)، وفي الصّحاح: "العُطَاسُ مِنَ الله، وَالتَّثاؤُبُ منَ الشَّيطَانِ" (٤).

الأصول (٥):

قوله: "العُطَاسُ مِنَ الله، وَالتَّثاؤُبُ منَ الشَّيطَانِ" معناه أنّ العُطاسَ لمّا كان سببُهُ محمودَا، وهو خِفَّة الجسم الّتي كانت عن قلَّة الأخلاط، أو رقَّتها الّتي تكون عن قلَّة الغذاء وتلطيفه، وهو أمرٌ ندبَ اللهُ إليه؛ لأنّه يُضعِف الشّهوة الّتي هي من جند الشَّيطان، ويُحبِّبُ الطّاعة، ومن أجل ذلك أُضيف إلى الله تعالى. ولمّا كان التَّثاؤُبُ بضدِّه في جميع هذه الوجوه على ترتيبها، أُضِيفَ إلى الشَّيطان.


(١) انظرها في العارضة: ١٠/ ١٧٤.
(٢) في الموطَّأ (٢٧٦٩) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٠٣١)، وسُويد (٦٦٩)، ومحمد ابن الحسن (٩٥٤).
(٣) أخرجه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٣٢٧ من طريق أبي داود (٤٩٩٦).
(٤) أخرجه بلفظ المؤلِّف الحميدي (١١٦١)، والترمذي (٢٧٤٦)، والحاكم: ٤/ ٢٦٤ وصححه ونحوه في البخاريّ (٦٢٢٦) عن أبو هريرة.
(٥) انظر كلامه في الأصول في العارضة: ١٠/ ١٩٧ - ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>