للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما يُؤمَرُ به من الكلام في السَّفَر

مالك (١)؛ أنّه بَلَغَهُ أنَّ رسولَ - صلّى الله عليه وسلم - كان إذا وضع رِجلَهُ في الغَززِ وهو يريد السَّفَرَ يقولُ: "بسم الله، اللَّهُمَّ أنت الصّاحبُ في السَّفَر، والخَلِيفَةُ في الأَهلِ، اللهمَّ ازوِ لنا الأرضَ، وهوِّن علينا السَّفَرَ، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من وَعْثَاءِ السَّفَرِ، ومن كآَبَةِ المنقَلَبِ، ومن سوءِ المَنظَرِ في الأهل والمال".

الإسناد (٢):

قال الإمام: هذا حديثٌ بلاغٌ، وهو حديثٌ حَسَنٌ، يسنَدُ من وجوهٍ كثيرة من حديث أبي هريرة (٣)، وحديث عبد الله بن سَرْجِس (٤)، وحديث البراء (٥)، وحديث ابن عمر (٦)، وغيرهم.

وفي بعض طرقه، إذا سافر يقول: "اللَّهُمَّ أنت الصَاحب في السفَرِ، والخليفةُ على الأهلِ، اللَّهُمَّ اصحَبْنَا في سَفَرِنَا، وَاخلُفنَا في أَهلِنا، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من وعْثَاءِ السَّفَرِ، وكآَبَةِ المُنقَلَبِ، وسوءِ المَنْظَر في الأهلِ والمال، ومنَ الحَورِ بَعْدَ الكور، ومن دعوة المظلوم" الحديث منتظم صحيح (٧)، خرَّجه الأئمَّة (٨) وأهل التَّصنيف.

وفيه من المعاني والفوائد سبع:

الأولى:

قوله: "الغَرْز"، الغَرْز مثلُ الرِّكاب، يكونُ في رَحلِ البَعِيرِ من جَمَلٍ أو غير ذلك.


(١) في الموطَّأ (٢٧٩٩) رواية يحيي، ورواه عن مالك أبو مُصْعَب (٢٠٥٧)، وسُوَيْد (٧٥٤).
(٢) كلامه في الإسناد مفتبس من الاستذكار: ٢٧/ ٢٦٣.
(٣) انظره في التمهيد: ٢٤/ ٣٥٤.
(٤) سيأتي لاحقًا.
(٥) انظره في الاستذكار: ٢٧/ ٢٦٤.
(٦) انظره في مسلم (١٣٤٢).
(٧) أخرجه ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٧/ ٢٦٣، وفي التمهيد: ٢٤/ ٣٥٢ - ٣٥٣، ٣٥٤.
(٨) كالإمام أحمد: ٥/ ٨٢ - ٨٣، وعبد بن حميد (٥١١)، والدارمي (٢٦٧٥)، ومسلم (١٣٤٣)، والترمذي (٣٤٣٩) وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>