للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الجماعة (١) والخلافة.

وقيل: الإسلام (٢).

والمعنى في ذلك مُتَدَاخِلٌ؛ لأن كتاب الله تعالى يأمر بالائتلاف وينهى عن الفرقة والاختلاف.

وقيل: حبلُ الله هو الصّراط المستقيم كتاب الله (٣)، وقد جاء في حديث ابن مسعود؛ أنّه قال في خطبته: أيّها النّاس عليكم بالسّمع والطّاعة والجماعة، فإنّها حبل الله الّذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خيرٌ ممّا تحبّون في الفُرقة (٤).

قال الإمام: وهذا التّأويل أظهر في معنى حديث هذا الباب.

وقد قال ابنُ المبارك (٥):

إِنَّ الجَمَاعَةَ حَبْلُ الله فَاعْتَصِمُوا ... مِنْهُ بِعُرْوَتِهِ الوُثْقَى لِمَنْ دَانَا

لَوْلَا الخِلَافةُ لَمْ تأْمَنْ لَنَا سُبُلٌ ... وَكَانَ أَضعَفُنَا نَهْبَا لأقوانا

الثالثة (٦):

في معنى قوله: "قِيلَ وَقَالَ" هو -والله أعلم- الخوضُ في أحاديث النّاس الّتي لا فائدة فيها، وإنّما جلُّها لَغَطٌ وحَشْوٌ وغيبةٌ، وما لا يكتب فيه حسنة، ولا يسلم القائل فيه من سيَّئة، قال الشاعر (٧):


(١) قاله ابن مسعود، أخرجه الطبري في تفسيره: ٥/ ٦٤٤ (طـ. هجر) وابن المنذر في تفسيره: ١/ ٣١٩.
(٢) هذا القول من إضافات المؤلَّف على نصِّ ابن عبد البرّ، وهو من قول ابن زيد، أخرجه الطبري في تفسيره: ٤/ ٣١ - ٣٢.
(٣) قاله ابن مسعود، أخرجه الطبري في تفسيره: ٥/ ٦٤٥ (طـ. هجر)، والطبراني في الكبير (٩٠٣١).
(٤) ذكره ابن عبد البرّ في التّمهيد: ٢١/ ٢٧٣ وعزاه إلى بقي بن مخلد عن عثمان بن أبي شيبة. ورواه مطوّلا عن أبي ذَرّ الهروي إجازة من طريق البغوي، وهو في مصنّف ابن أبي شيبة (٣٧٣٣٧).
(٥) أوردهما ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢١/ ٢٧٥، وبهجة المجالس: ١/ ٣٣٢، وابن الأزرق في بدائع السلك: ١/ ١٠٨.
(٦) الفقرة الأولى من هذه المسألة مقتبسة من الاستذكار: ٢٧/ ٣٦٢، وانظر التمهيد: ٢١/ ٢٨٩.
(٧) أورده ابن عبد البرّ في بهجة المجالس: ١/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>