للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبحث عنها، وكثرة السُّؤال عند العلماء مذمومٌ.

والقولُ الثّاني: كثرةُ السُّؤال في الاستكثارِ من أموالِ النّاسِ، والكَسْب بالسُّؤالِ. والقولُ الأوّلُ أَصَحُّ.

حديث:

وأمّا قوله (١): "مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ" الحديث، فقد فسَّرَهُ (٢) النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم فقال: "لاَ يَكُونُ عِنْدَ اللهِ أَمِينًا" (٣).

ويعضُدُ هذا، الحديثُ الآخر عن أنس؛ أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ كانَ ذَا لسانَيْنِ فِي الدُّنْيَا، جَعَلَ اللهُ لِسَانَيْنِ من نارٍ يومَ القِيَامَةِ" (٤).

ومن هذا قول الشّاعر (٥):

إنَّ شرَّ النَّاسِ مَنْ يَكْشِرُ لِي ... حِينَ أَلْقَاهُ وَإنْ غِبْتُ شَتَمْ


(١) أي قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي في الموطّأ (٢٨٣٤) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٠٩٠)، وسويد (٧٧٤).
(٢) كلامه التالي مستفاد من الاستذكار: ٢٧/ ٣٦٨.
(٣) أخرجه أحمد: ٢/ ٢٨٩، والبخاري في الأدب المفرد (٣١٣)، والقضاعي في مُسْنَد الشهاب (٨٦٩)، والبيهقي في الشعب (٤٨٨٠).
(٤) أخرجه هناد بن السري في الزّهد (١١٣٧)، وأبو يعلى (٢٧٧١)، وابن حبان في المجروحين (٩٤)، والطبراني في الأوسط (٨٨٨٥)، وأبو نعيم في الحلية: ٢/ ١٦٠، وابن عبد البر في التمهيد: ١٨/ ٢٦٢. قال الهيثمي في المجمع: ٨/ ٩٥ "رواه الطبراني في الأوسط وفيه مقدام ابن داود وهو ضعيف ... وأبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف".
(٥) هو المتلمّس الضّبعي، والبيت في ديوانه: ٣٢٥، رواية الأثرم وأبي عبيدة عن الأصمعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>