للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جاء فى صفةِ جهنَّمَ

الترجمة:

أمّا قولُه: "جهنَّم" فهو مأخوذٌ من الجهامة، لقوله: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (١).

الأسناد (٢):

فيه حديث أبي هريرة (٣) -وهو صحيحٌ (٤) -؛ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نارُ بَنِي آدَمَ التي يُوقِدونَ جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنَّمَ".

وفي بعض طُرُقهِ: "وهذه النار قد ضُرِبَ بها البحرُ حين أنزلت سبع مرَّات، ولولا ذلك ما انتفع بها" (٥).

وذكر ابنُ أبي شيبة في "مصنّفه" (٦): "لولا أنها أُطفِئَت بالماءِ مرَّتينِ ما انتَفَعتُم بها، وإنّها لتَدعُو اللهَ إلاَّ يعذّب بها بتلك النار أحداً (٧) " (٨).

وعن سعيد بن المسيَّب؟ أنّ عليَّ بن أبي طالب سألَ رَجُلًا من اليهود عن النّار الكُبرى، فقال الحَبرُ: يبعثُ اللهُ الرّيحَ الدَّبُورَ على البحر فيعُودُ نارًا، فهي النَّارُ الكبرى (٩).

وأمّا ما وضعه أهل الوَعظِ في كتبهم في صفة جهنَّم وأدراكها وما فيها، فإنّه لم يخلق بعدُ من يصف ما فيها من عذاب الله؛ لأنّ عذاب الله شديدٌ (١٠)، وقد أوردنا معانيها


(١) الفرقان: ١٢.
(٢) ما عدا الفقرة الأخيرة مقتبسٌ من الاستذكار: ٢٧/ ٣٩١ - ٣٩٢.
(٣) في الموطأ (٢٨٤٢) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٠٩٨)، وسويد (٧٨٤).
(٤) أخرجه البخاري (٣٢٦٥) من طريق مالك، عن أبي الزناد، كما أخرجه مسلم (٢٨٤٣) من طريق المغيرة عن أبي الزناد.
(٥) أخرجه ابن عبد البر فى التمهيد:١٨/ ١٣٦ عن ابن عباس، وذكره ابن حجر فى الفتح:٦/ ٣٣٨
وعزاه إلى كتاب الجامع لابن عُيَيْنَة.
(٦) لم نعثر عليه في المطبوع من المصنف.
(٧) في الاستذكار والتهميد: "لتدعو الله إلاَّ يعيدها في تلك [في الاستذكار: بتلك] النَّار أبدًا".
(٨) أخرجه هناد في الزهد ١: ١٦٧، وابن أبي الدنيا في صفة النار: ١٠٢.
(٩) أورده ابن عبد البرّ في التمهد: ١٨/ ١٦٤ من طريق زيد بن الحباب.
(١٠) انظر العارضة: ١٠/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>