للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا خَاتِمَ النُّبَآءِ إنَّك مُرسَلٌ ... بِالحَقِّ كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا

إنَّ الإِلهَ ثنَى عليك محبّةً ... في خَلقِهِ ومحمدًا سَمَّاكا

وقال أبو عمر (١): أحسنُ بيتٍ قيل فيما قالوا قولُ أبي طالب (٢):

وَشَقَّ لَهُ من اسمِهِ لِيُجِلَّهُ ... فَذُو العَرشِ محمودٌ وهذا محمَّدُ

وعن أنس بن مالك؟ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أوَّلُهُم خروجًا، وأنا قائدهم إذا وفَدُوا، وأنا خطيبُهُم إذا أنصَتُوا، وأنا شفيعُهُم إذا حُبسُوا، وأنا مبشِّرُهُم إذا يَئِسُوا، الكرامةُ والمفاتيحُ يوم القيامة بيَدِي، ولواءُ الحمد بيدي، وأنا أكرمُ وَلَدِ آدمَ على ربِّي، يطوفُ عليّ ألفُ خادمٍ كأنهنّ بَيضٌ مكنون أو لؤلؤٌ منثورٌ" (٣).

وعن مختار بن فُلفُل، عن أنس بن مالك؟ قال: قال رسولُ الله: "أنا أكثرُ الأنبياء أتباعًا يومَ القِيامةِ، يجيءُ النَّبيُّ وليس معه مصدِّقٌ به غيرَ رجُلٍ واحدٍ، وأنا أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مُشَفَّعٍ" (٤).

قال الإِمام: وقد سمّاه الله في القرآن أكثر من هذه الأسماء، مثل: المزمّل، المدّثر، وعزيز، ورؤف، ومُبَشِّر، ونذير، وداعي، وسراج منير (٥)، وأسماء جمعناها نحو من ثمانين اسمًا في "كتاب أحكام القرآن" (٦) في سورة الأحزاب عند قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٧) الآية، فلتُنظَر هنالك على الاستيفاء ففيه الشِّفاء، والحمد لله.


(١) في الاستذكار: ٢٧/ ٥٥٤.
(٢) الرّاجح أنّه لحسان بن ثابت، وهو في ديوانه: ٣٣٨.
(٣) أخرجه الدّارمي (٤٨)، والترمذي (٣٦١٠) مختصرًا، وقال: "هذا حديث حسنٌ غريب"، والخلال في السنة (٢٣٥) وقال: "إسناد هذا الحديث ضعيف"، والبيهقي في دلائل النبوة: ٥/ ٤٨٣ - ٤٨٤، والبغوي (٣٦٢٤) وقال: "هذا حديث غريب".
(٤) أخرجه أحمد: ٣/ ١٤٠، والدّارمي (٥٢)، ومسلم (١٩٦).
(٥) يقول أحمد بن فارس في "أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعانيها": ٣٥ "فأما المبشِّرُ: فمن البِشارة؛ لأنه يبشِّر أهل الإيمان بالجنَّةِ والرُّضوان، وهو النّذير لأهل النار بالخِزي والَبوَارِ. وأمّا الدَّاعي: فبدعائه إلى الله جلّ ثناؤُه وتمجيدِهِ. وأمّا السِّراج: فلإضاءة الدُّنيا بنوره، ومَحوِ الكفر وظلامِهِ بضياءِ وجهه".
(٦) ٣/ ١٥٤٦ - ١٥٥١، وانظر العارضة: ١٠/ ٢٨٠ - ٢٨٧.
(٧) الاحزاب: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>