للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَوَى ابنُ القاسم (١) عنه؛ أنّه لا بأس بأبوال الظِّباءِ وما أشبهها، ولا أرى أنّ يُتَقَرَّبَ بشيءٍ منها، يعني في الهدايا والضّحايا.

وأمّا ما كان في البَرَارِى ممّا يمشي على أربع مثل اليَرْبُوع وفأرة المِسكِ (٢)، فقد قال أبو إسحاق (٣): هي ميتة ويصلَّى بها.

وتفسير ذلك عندي (٤): أنّها كجُرْحٍ يحدثُ بالحيوان يجتمع فيه مِدَادٌ، ثمّ يستحيل مسْكًا، ومعنى كونها ميتة؛ أنّها يؤخذ منها في حال الحياة أو بذَكَاة من لا تصلح ذكاته من أهل الهند؛ لأنّهم ليسوا أهل كتاب، وإنّما حكم لها بالطّهارة لاستحالتها، كما يستحيل الدّم وسائر ما يتغذّى به الحيوان من النّجاسات.

النوع الثّاني (٥): هو ما ليس له نفس سائلة، كبنات وَرْدَان (٦) والصّرار والخُنْفُسَاء والذُّباب والحشرات، فإنّ ذلك لا يَنْجُس بالموت.

وقال الشّافعيّ: يَنْجُسُ بالموت (٧).

والمنصور (٨) من هذه الأقوال قولُ مالكٌ أنّها لا تَنْجُس.


(١) في العتبية: ١/ ٢٦٥ في سماع ابن القاسم من مالك، في كتاب أوله شك في طوافه.
(٢) من هنا إلى آخر الكلام مقتبس من المنتقى: ١/ ٦١ بتصرّف.
(٣) هو الإمام محمد بن القاسم بن شعبان (ت. ٣٥٥) صاحب كتاب الزاهي الثعباني، انظر أخباره في
ترتيب المدارك: ٥/ ٢٧٥.
(٤) الكلام موصول للباجي.
(٥) لم يذكر المؤلِّف النوع الأوّل، وهو عند الباجي في المنتقى: ١/ ٦٠ "ماله نفس سائلة كالطير والفأرة والحية والوزغة ... ".
(٦) بنت وردان: دُويبة نحو الخنفساء حمراء اللّون، أكثر ما تكون في الحمامات.
(٧) انظر الحاوي الكبير: ١/ ٣٢٠.
(٨) هذه العبارة من إضافات المؤلِّف على نصّ الباجي.

<<  <  ج: ص:  >  >>