للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خاتمة هذا الباب]

قال مالك (١): "السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنْ يَسْتَقبِلَ النَّاسُ الإمَامَ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخطُبَ، مَنْ كَانَ مِنْهُم (٢) يَلِي القِبْلَةَ وَغَيْرَهَا".

قال الإمام: وهذا الّذي ذَكَرَهُ مالكٌ في خاتمة هذا الباب، أَمْرٌ مجتمعٌ عليه عند علماء الصّحابة والتّابعين ومَنْ بَعْدَهم، واسّتقبلَ ابنُ عمرَ وأَنَسٌ الإمامَ" (٣)، وأستقبالُ الإمام سُنَّةٌ ماضيةٌ لكلِّ من يقابله ويصرف وجهه إليه.

وقال عبد الله البجلي: كان النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - إذا خطبَ استقبله أصحابه بوجوههم (٤).

والعمدةُ فيه -والله أعلم- في معنى استقبالهم لكي يتفرَّغُوا لاستماع مَوْعِظَتِه، وتَذَكُّرِ كلامه، ولا يشتغلوا بغير ذلك.

وقال الشّافعيّ: هي السُّنَّةُ استقبال الإمام (٥).

قال ابن المُنْذِر: هو قول ابن شُرَيح، وعَطَاء، ومالك، والثّوريّ، والكُوفيِّين.

القراءةُ في صلاة الجمعة والاحتباءُ ومَنْ تَرَكَهَا من غير عُذْرِ

وفي هذا الباب ثلاث مسائل: المسألة الأولَى: في القراءة في الجمعة. المسألة الثّانية: في الاحتباء. المسألة الثّالثة: في بيان الأعذار الّتي يُتَخَلَّف بسببها عن الجمعة.

المسألة الأولَى (٦):

في القراءة في الجمعة ثلاث روايات:

الأولى: سورة الجمعة والمنافقون (٧).

أمّا قراءة سورة الجمعة فهي سنّة، قال مالك في "المجموعة": وهو أمرٌ أدركتُ


(١) في الموطَّأ (٢٩٥) رواية يحيي.
(٢) في النُّسَخ: "منه" والمثبت من الموطَّأ.
(٣) ذكر البخَاري في صحيحه, كتاب الجمعة (١١)، باب يستقبل الإمامُ النّاس (٢٨).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٥٢٢٦) عن أبان بن عبد الله البجليّ، عن عدي بن ثابت.
(٥) انظر أدب الخطيب لابن العطّار الشّافعيّ: ١١٥ - ١١٦.
(٦) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٢٠٣ - ٢٠٤، بتصرّف.
(٧) أخرجه مسلم (٨٧٧) من حديث ابن أبي رافع.

<<  <  ج: ص:  >  >>