للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وتابع مبارك بن فضالة عليه جماعة وهم:

الأول: الحسين بن واقد؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (١٨٢)، وأحمد (٣/ ١٤٠) -ومن طريقه الحافظ الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٥/ ١٨/ ١٦١٩) -، وابن حبان في "صحيحه" (٢٥١٣ - موارد)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٥/ ١٧/ ١٦١٨).

قلت: الحسين بن واقد؛ ثقة له أوهام؛ كما في "التقريب"، وهذا الحديث من أوهامه؛ لأنه خالف حماد بن سلمة -الثقة الثبت في ثابت- في إسناده، والصواب رواية حماد.

فحديث الحسين صحيح ما لم يخالف؛ فإذا خالف، فلا يقبل منه.

ولذلك قال النسائي عقب الرواية السابقة: "وهذا الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد خطأ، وحماد بن سلمة أثبت -والله أعلم- بحديث ثابت من حسين بن واقد، والله أعلم".

وقال الدارقطني في "العلل" -ونقله عنه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"-: "رواه حسين بن واقد، وعبد الله بن الزبير الباهلي هكذا، ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والقول قول حماد" أ. هـ.

الثاني: عبد الله بن الزبير الباهلي؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٦/ ١٦٢/ ٣٤٤٢)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (٢/ ١١٢٥/ ٣٣١٤).

قلت: وعبد الله بن الزبير؛ مجهول، فإذا انفرد بحديث؛ فهو ضعيف، فكيف إذا خالف؟! وقد وَهَّم الدارقطني في "العلل" هذه الرواية، وخطأ عبد الله.

الثالث: عمارة بن زاذان؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (٧١).

قلت: وعمارة؛ صدوق، لكنه كثير الخطأ؛ فلا يحتج به إذا انفرد، فكيف وقد خالف هنا؟!.

الرابع: مؤمل بن إسماعيل؛ أخرجه أحمد (٣/ ٢٤١) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٥/ ٧٨/ ١٧٠٣) -: ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس به.

قلت: ومؤمل ضعيف، وخالف جل أصحاب حماد الذين رووا هذا الحديث عنه عن ثابت عن حبيب به؛ فروايته منكرة.

وبالجملة؛ فالحديث صحيح من طريق حماد بن سلمة عن حبيب بن سبيعة عن الحارث، وضعيف من طريق ثابت عن أنس؛ كما تقدم تفصيله؛ ولذلك قال الحافظ أبو نعيم في "معرفة الصحابة": "ورواه المبارك بن فضالة، وحسين بن واقد، وعبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>