للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال) (١): حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معد يكرب

ــ

وللحديث طريق أخرى: فأخرجه أبو داود (٣/ ١٣١/ ٢٩٣٣)، وأحمد (٤/ ١٣٣)، والبيهقي (٦/ ٣٦١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج ١٧/ ق ٨٠ / أ) بطرق عن محمَّد بن حرب الأبرش عن سليمان بن سليم عن صالح بن يحيى بن المقدام عن المقدام به.

قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠): "وهذا إسناد ضعيف؛ صالح هذا أورده الذهبي في "ديوان الضعفاء" وقال: "مجهول"، وقال في "المغني"، و"الكاشف": "قال البخاري: فيه نظر"، وقال الحافظ في "التقريب": "لين".

وأما قول المنذري (٣/ ١٣٤): "وفيه كلام قريب لا يقدح فهذا مردود لوجهين:

أولًا: أن الذين ترجموا صالحًا كان كلامهم فيه على ثلاثة أنواع:

١ - منهم من ضعفه ضعفًا شديدًا، وهو الإِمام البخاري، فقد قال: "فيه نظر"؛ كما تقدم، وعبارة البخاري هي من أشد أنواع التجريح عنده.

٢ - ومنهم من جهله مثل موسى بن هارون الحمال، وابن حزم. ويمكن أن نذكر معهم ابن أبي حاتم؛ فإنه أورده في "كتابه" (٢/ ١/ ٤١٩) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

٣ - ومنهم من وثقه، وهو ابن حبان وحده؛ فقد أورده في "ثقات أتباع التابعين"، وقال (٦/ ٤٠٩): "يخطئ".

فأنت ترى أنهم جميعًا متفقون على تجريح الرجل، إما بالضعف الشديد، وإما بالجهالة، وإما بالوهم.

ثانيًا: أن الكلام الذي لا يقدح إنما يسلم لو قيل في رجل ثَبَتَ أنه ثقة، والأمر هنا ليس كذلك؛ لأن توثيق ابن حبان مما لا يوثق به عند التفرد؛ كما هو الشأن هنا؛ لما عرفت من تساهله فيه، فلذلك لا يقبل توثيقه هذا إذا لم يخالف ممن هو مثله في العلم بالجرح والتعديل, فكيف إذا كان مخالفُهُ هو الإِمام البخاري؟! فكيف إذا كان مع ذلك هو نفسه يقول فيه؛ كما تقدم: "يخطىء"؟.

فيتلخص من ذلك: أن الكلام الذي فيه قادح، يسقط الاحتجاج بحديثه.

ثم إن إيراد ابن حبان إياه في "أتباع التابعين" يُنَبهُنَا إلى أن في الحديث عِلَّة أخرى: وهي الانقطاع؛ فإن صالحًا هذا رواه عن جده المقدام لم يذكر بينهما أباه يحيى بن المقدام؛ فهو منقطع، فهذه عِلّة أخرى، ويؤيده أنه سيأتي له قريبًا حديثًا آخر (رقم ١١٤٩) من روايته عن أبيه عن جده، فإن كان هذا تلقاه عن أبيه فهو -أعني: أباه- مجهول؛ كما سيأتي هناك، ولذلك ذكر الحافظ في ترجمة صالح هذا من "التقريب" أنه من الطبقة السادسة، وهم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة"


(١) زيادة من "ل".

<<  <  ج: ص:  >  >>