للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ للصّائم عند فطره لدعوة ما تردّ".

ــ

ووافقه الذهبي، إلا أنه قال: "وإن كان ابن أبي فروة؛ فواه".

وهذا أصح في الإفادة، وهو محتمل، وليس كذلك احتمال كونه إسحاق بن عبد الله مولى زائدة؛ لأن هذا تابعي، ولم يدركه الوليد بن مسلم.

وأما قول البوصيري في "الزوائد" (ق ١١١/ ٢): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الحاكم ... " ثم ذكر رواية البيهقي وقول المنذري في إسحاق بن عبيد الله: لا يعرف، ثم تعقبه البوصيري بقوله: "قلت: قال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وذكره ابن حبان في (الثقات) ".

هكذا قال في نسختنا من "الزوائد" وهي محفوظة في مكتبة الأوقاف الإسلامية في حلب، ومن الظاهر أنها تختلف بعض الشيء عن النسخة التي كان ينقل عنها أبو الحسن السندي - رحمه الله - في حاشيته على ابن ماجه، ومن ذلك تخريج هذا الحديث؛ فقد قال: "وفي الزوائد، إسناده صحيح؛ لأن إسحاق بن عبد الله بن الحارث؛ قال النسائي: "ليس به بأس وقال أبو زرعة: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري".

فقد سمى في هذا النقل عن البوصيري عن إسحاق الذي لم يسمه في نسختنا، فإن كان أراد حقيقة إسحاق بن عبد الله بن الحارث هذا فيكون هو المراد بقول الذهبي: "صدوق"؛ فهذا محتمل، ولكن لا يحتمل أن يكون هو الذي في إسناد هذا الحديث، لأنه من التابعين، ولم يدركه الوليد أيضًا، وإن كان البوصيري أراد في نسختنا غير ابن الحارث فلم أعرفه، وإن أراد به ابن أبي المهاجر؛ فيبعد أن يقول فيه الذهبي: "صدوق"، وقد قال في "الميزان": "لا يعرف"؛ كما سبق، والله أعلم.

وجملة القول: إن إسناد هذا الحديث ضعيف؛ لأنه إن كان راويه إسحاق هو ابن عبيد الله مصغرًا، فهو إما ابن أبي المهاجر وهو الراجح؛ فهو مجهول وإن كان هو ابن أبي مليكة؛ كما ظن المزي؛ فهو مجهول الحال؛ كما في "التقريب".

وإن كان هو ابن عبد الله مكبرًا، فالأرجح أنه ابن أبي فروة؛ لأنه من هذه الطبقة، وهو متروك؛ كما قال الحافظ. والله أعلم.

وقد وجدت للحديث شاهدًا: يرويه أبو محمَّد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة"؛ فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.

وأبو محمَّد المليكي لم أعرفه، ويحتمل أنه عبد الرحمن ابن أبي بكر بن عبيد الله ابن أبي مليكة المدني؛ فإنه من هذه الطبقة، فإن يكن هو؛ فإنه ضعيف؛ كما في "التقريب"، بل قال النسائي: ليس بثقة. وفي رواية: متروك الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>