للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجحدري حدثنا عبد الواحد (١) بن زياد ثنا الليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام كل ليلة حتى يقرأ: ألم تنزيل الكتاب، وتبارك (الذي بيده الملك) (٢) ".

ــ

علتان: عنعنه أبي الزبير، وضعف ليث، وقال الترمذي: غريب، رواه غير واحد عن ليث، وتابعه مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير، وقال زهير بن معاوية: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا لهذا؟ فقال: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر أن يكون عن جابر" أ. هـ.

قلت: رواية المغيرة بن مسلم، أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٣١/ ٧٠٦)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢/ ٦١٤/ ١٢٠٧) بطرق عن شبابة بن سوار عن المغيرة به.

ورواية زهير بن معاوية، أخرجها النسائي (٤٣٢/ ٧٠٩)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص ٢٥١)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (٣/ ٣٥٠/ ١٢٩٠)، و"مسند علي بن الجعد" (٢/ ٩٤١/ ٢٧٠٥) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٧/ ٣٢٧) -، والحاكم (٢/ ٤١٢) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٤٧٨/ ٢٤٥٦)، و"الدعوات الكبير" (٢/ ١٢٢ - ١٢٣/ ٣٦١) -.

قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق ٢٤٧/ ب): "زهير هذا هو أبو خيثمة الجعفي الكوفي وهو من كبار الحفاظ الإثبات، وكأن ليثًا ومغيرة سلكا الجادة؛ لأن أبا الزبير يكثر عن جابر.

وقد وصل رواية مغيرة: النسائي في "اليوم والليلة"، ووصل رواية زهير: أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"، أخرجه في ترجمة صفوان غير منسوب - عن علي بن الجعد عن زهيرة فقال: لا يُعرف إلا من هذا الوجه، ويقال: إن صفوان مكي، وقال غيره: هو شامي روى عنه أبو الزبير حديثًا غير هذا، فقال: عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء.

وعلى هذا فهو مرسل أو معضل" أ. هـ.

قلت: وهذا كلام في غاية التحقيق، وقد خفي هذا على شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (٢/ ١٣٠)؛ فجعل رواية زهير بن معاوية هذه عن صفوان أو ابن صفوان عن جابر وهذا خطأ منه - رحمه الله -؛ فإن صفوان لم يروه عن جابر وإنما منتهاه عن صفوان نفسه؛ كما تقدم صريحًا في كلام الحافظ ابن حجر آنف الذكر، وقد سبقه الترمذي، فقال: "وروى زهير قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر، فذكر هذا


(١) في هامش "م": "الوليد".
(٢) ليست في "ل".

<<  <  ج: ص:  >  >>