للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» (١). وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ (٢)، فَمُرْنِي بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ (٣). فَقَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ (٤)». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

١٠٢ - عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ (٥) بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ (٦)؟ قَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ (٧) صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ (٨)». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟


(١) الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر فينبغي أن يتجر فيما يربح فيه، وكلما كان رأس ماله كثيرًا كان الربح أكثر، فمن انتفع من طول عمره بأن حَسُن عمله فاز وأفلح، ومن أضاع رأس ماله لم يربح وخسر خسرانًا مبينًا.
(٢) أي: غلبت عليَّ بالكثرة حتى عجزت عنها لضعفي.
(٣) أي: أتعلَّق به.
(٤) أي: طريًّا مشتغلًا بالذكر، وهو كناية عن المداومة على الذكر.
(٥) الدثور: المال الكثير.
(٦) أي: بأموالهم الزائدة عن كفايتهم.
(٧) التهليلة: قول: لا إله إلا الله.
(٨) البضع: الفرج، فكأنه يقول: في جماع الرجل زوجته صدقة، وذلك لأن المباحات تصير بالنيات طاعات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به الإنسان قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه أو زوجته، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة.

<<  <   >  >>