للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر بقبور المسلمين فسويت بأرض الروم، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول سووا قبوركم بالأرض


الحديث (تخريجه) (م. د. نس. هق) بألفاظ مختلفة (زوائد الباب) (عن سفيان التمار) أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما؛ رواه البخاري، ورواه أيضا ابن أبي شيبة وزاد "وقبر أبي بكر وقبر عمر كذلك" وكذلك أخرجه أبو نعيم بالزيادة (وعن جعفر بن محمد عن أبيه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه حصباء، والحصباء لا تثبت على سطح إلا على قبر مسطح، رواه الشافعي في مسنده مرسلا، وأخرجه أيضا سعيد بن منصور والبيهقي من هذا الوجه مرسلا بهذا اللفظ وزادا "ويرفع قبره قدر شبر" (وعن جابر بن عبدالله) رضي الله عنهما قال رش على قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالماء رشا، فكان الذي رش على قبره بلال بن رباح بدأ من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه وفي إسناده الواقدي والكلام فيه معروف (وروى سعيد بن منصور) أن الرش على القبر كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن الحسن) أنه لم يكن يرى بأسا برش الماء على القبر (وعن أبي جعفر) قال لا بأس برش الماء على القبر، رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه (وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب) قال لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه قال كأني انظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما؛ ثم حملها فوضعها عند رأٍسه وقال أتعلم بها قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي، رواه أبو داود (قال الحافظ) وإسناده حسن ليس فيه إلا كثير بن زيد رواةيه عن المطلب وهو صدوق أهـ (قال الشوكاني) والمطلب ليس صحابيا، ولكنه بين أن مخبرا أخبره ولم يسمه وإيهام الصحابي لا يضر أهـ (الأحكام) أحاديث الباب فيها ما يدل على مشروعية تسوية القبور وهو حديث على رضي الله عنه بجميع طرقه وحديث فضالة بن عبيد رضب الله عنه بجميع طرقه، وليس المراد بتسويتها التسوية بالأرض، وإنما المراد تسطيحها وارتفاعها عن الأرض قدر شبر لما أخرجه سعيد بن منصور في سننه والبيهقي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه حصباء ورقعه شبرا ولما سيأتي من حديث القاسم بن محمد حيث وصف قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بأنها غير مشرفة ولا لاطئة، أي لا مرتفعة كثيرا ولا مساوية للأرض بل مرتفعة نحو شبر، ولاطئة بالهمز أو بالياء التحتية أي لازقة، يقال لطئ يلطأ مثل لصق

<<  <  ج: ص:  >  >>