للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-١٦٩ -

كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم

-----

يمين النبي صلى الله عليه وسلم التي يحلف عليها: لا ومقلب القلوب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال كنا مع رسول اله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما قمنا معه، فجاء أعرابي فقال أعطني يا محمد، قال فقال لا وأستغفر الله، فجذبه فخدشه قال فهموا به، قال دعوه، قال ثم أعطاه، قال وكانت يمينه أن يقول لا وأستغفر الله (وفي حديث عبد الله بن مسعود) قال: قام فينا رسول اله صلى الله عليه وسلم فقال والذي لا اله إلا غيره لا يحل دم رجل مسلم الحديث (وعن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه


ثنا سفيان عن موسى قال وكيع نرى أنه ابن عقبة عن سالم عن ابن عمر الخ (غريبة) المراد باليمين المحلوف به: وقوله عليها بمعنى بها لا نفي الكلام السابق، ومقلب القلوب هو المقيم به، والمراد بتقلب القلوب تقلب أحوالها لا ذواتها، وفيه جواز تسمية الله عز وجل بما ثبت من صفاته على وجه يليق به، قال القاضي أبو بكر بن العربي في الحديث جواز تسمية الله عز وجل بما ثبت من صفاته على وجه يليق به، قال القاضي أبو بكر بن العربي في الحديث جواز الحلف بأفعال الله تعالى إذا وصف بها ولم يدرك اسمه تعالى والله أعلم، قال الراغب تقليب القلوب والأبصار صرفها عن رأي إلى رأي، قال ويعبر بالقلب عن المعاني التي تختص به من الروح والعلم والشجاعة (تخريجه) (خ والأربعة وغيرهم) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب القرشي عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول كنا مع رسول اله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخ (غريبة) قال الطبي الوجه في معناه أن يقال أن الواو في قوله واستغفر الله للعطف وهو يقتضي معطوفا عليه محذوفا والقرينة لفظ- لا- لأنها لا يخلوا إما أن تكون توطئة للقسم كما في لا أقسم، أورد للكلام السابق وإنشاء، وعلى كلا التقديرين المعنى لا أقسم بالله وأستغفر الله، ويؤيده ما قال المظهر من قوله إذا حلف رسول اله صلى الله عليه وسلم يمين اللغو كان يقول وأستغفر الله عقبة تداركا لما جرى على لسانه من غير قصد وإن كان الأمر على خلاف ذلك، وذلك وإن لم يكن يمينا لكنه مشابه من حيث أنه أكد الكلام فلذلك سماه يمينا والله أعلم (تخريجه) (د جه) وسنده جيد سيأتي حديث عبد الله بن مسعود بطوله وسنده وسرحه في باب ما يبيح دم المسلم من كتاب القتل والجنايات وهو حديث صحيح رواه (م. والثلاثة) هذا موضع الدلالة من الحديث حديث أبي هريرة تقدم بتمامه وسنده وشرحه في باب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الأيمان رقم ٧١ صحيفة ١٠١ من الجزء الأول وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وغيره هذا موضع الدلالة من الحديث، والواو فيه للقسم والذي مبتدأ، وهو صفة لموصوف لم يذكر: تقديره والله الذي (وقوله نفس محمد) مبتدأ ثاني (بيده) من المتشابه المفوض علمه إلى الله عز وجل على طريقة السلف وهي أسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>