للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه أن لا يطوف بهما ولكنها انما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل وكان من أهل لها تحرج أن يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا كنا نتحرج أن نطوف في الصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله عز وجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله إلى قوله: فلا جناح عليه أن يطوف بهما) قالت عائشة ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس ينبغي لأحد أن يدع الطواف بهما (وعنه أيضا) (١) عن عائشة رضي الله عنها في قول الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله قالت كان رجال من الانصار ممن يهل لمناة في الجاهلية ومناة صنم بين مكة والمدينة (٢) قالوا يا نبي الله انا كنا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله عز وجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف


بالصفا والمروة من كتاب الحج في الجزء الثاني عشر صحيفة ٧٤ رقم ٢٧٦ وهو حديث صحيح رواه (ق لك نس) وغيرهم وقد ذكر فيه سبب واحد لتحرجهم من الطواف بين الصفا والمروة وهناك أسباب أخرى ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره عقب ذكر هذا الحديث فقال وفي رواية عن الزهري انه قال فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال ان هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون ان الناس (إلا من ذكرت عائشة) كانوا يقولون ان طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال آخرون من الانصار انما امرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى (ان الصفا والمروة من شعائر الله) قال أبو بكر بن عبد الرحمن فلعلها نزلت في هؤلاء وهؤلاء ورواه البخاري من حديث مالك عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة (يعني ما تقدم) ثم قال البخاري حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال سالت أنسا عن الصفا والمروة قال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الاسلام امسكنا عنهما فأنزل الله عز وجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله) (وقال الشعبي) كان إساف على الصفا وكانت نائلة على المروة وكانوا يستلمونهما فتحرجوا بعد الاسلام من الطواف بينهما فنزلت هذه الآية وذكر محمد بن اسحاق في كتاب السيرة ان اسافا ونائلة كانا بشرين فزنيا داخل الكعبة فمسخا حجرين فنصبتهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس فلما طال عهدهما عبدا ثم حولا إلى الصفا والمروة فنصبا هنالك فكان من طاف بالصفا والمروة يتسلمهما ويقول أبو طالب في قصيدته المشهورة (وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم * لمفضى السيول من اساف ونائل) اهـ هذا وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وشرحه وتفسير الآية وأحكام الطواف بين الصفا والمروة ومذاهب العلماء في ذلك في الباب المشار اليه آنفا من كتاب الحج فارجع اليه تجد ما يسرك (١) (سنده) حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبه) (٢) جاء عند البخاري (وكانت مناة حذو فديد) بفتح الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة وآخره واو أي مقابل قديد بضم القاف وفتح الدال المهملة موضع من منازل طريق مكة إلى المدينة وجاء في الحديث السابق (كانوا قبل ان يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل) بضم الميم وفتح المعجمة وتشديد اللام الأولى

<<  <  ج: ص:  >  >>