للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن ابن عباس) (١) قال لما نزلت هذه الآية (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) قال دخل قلوبهم منها شيء (٢) لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا فألقى الله الايمان في قلوبهم فأنزل الله عز وجل (آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون) (فذكر في الحديث الآيات إلى آخر السورة) (٣) قال أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن الامام احمد) آدم هذا (٤) هو أبو يحيى بن آدم (عن مجاهد) (٥) قال دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما فقلت يا أبا عباس كنت عند ابن عمر رضي الله عنهما فقرأ هذه الآية فبكى قال أية آية؟ قلت (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) قال ابن عباس ان هذه الآية حين أنزلت غمت اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غما شديدا وغاظتهم غيظا شديدا يعني وقالوا يا رسول الله هلكنا ان كنا نؤاخذ مما تكلمنا وبما نفعل فأما قلوبنا فليست بأيدينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا واطعنا قال فنسختها (٦) هذه الآية (آمن رسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون الى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) فتجوز لهم عن حديث النفس (٧) وأخذوا بالأعمال (عن علي بن زيد) (٨) عن أمية أنها سألت عائشة رضي الله عنها عن هذه الآية (إن تبدوا


(١) (سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن آدم بن سلمان مولى خالد بن خالد قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) أي من الغم والغيظ كما سيأتي في الحديث التالي (وقوله لم يدخل قلوبهم من شيء) أي من شيء آخر مثله (٣) زاد مسلم في روايته عند قوله (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) قال قد فعلت وكذلك عند قوله (ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) قال قد فعلت وكذلك عند قوله (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) قال قد فعلت وكذلك عند قوله (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) قال قد فعلت (تخريجه) (م) وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد ومسلم (٤) يعني المذكور في السند (٥) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن حميد الأعرج عن مجاهد الخ (غريبه) (٦) تقدم الكلام على النسخ في شرح الحديث السابق (٧) لما كان حديث النفس مما لا يملكه أحد ولا يقدر عليه ولا يقدر عليه أحد عفا الله عنه والى ذلك ذهب جماهير العلماء وأهل السنة وهو الذي يفهم من هذه الآية ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أبي هريرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا ويعملوا رواه مسلم وغيره (وعن ابن عباس) عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة (يعني ان تركها خوفا من الله عز وجل كما صرح بذلك في رواية لمسلم بلفظ (فاكتبوها له حسنة انما تركها من جزاي (بفتح الجيم وتشديد الراء والمد والقصر أي من أجلي) فان عملها كتبت له سيئة واحدة رواه مسلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للامام احمد وعزاه الحافظ السيوطي في الدر المنثور لعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وقد مضى معناه في الحديث السابق وهذا الحديث سنده صحيح والله أعلم (٨) (سنده) حدثنا بهز ثنا حماد

<<  <  ج: ص:  >  >>