للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن ابن عباس) (١) أن رجلا (٢) من الأنصار ارتد عن الاسلام ولحق بالمشركين فأنزل الله تعالى (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم (٣) إلى آخر الآية) فبعث بها قومه (٤) فرجع تائبا فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه وخلى عنه (باب إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا) (عن أنس بن مالك (٥) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا اكنت مفتديا به؟ فيقول نعم يا رب قال فيقال لقد سئلت أيسر من ذلك (٦) فذلك قوله عز وجل (إن الذين كفروا وماتوا كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض (٧) ذهبا ولو افتدى به) (باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (وعنه رضي الله عنه) (٨) قال لما نزلت (لن تنالوا البر (٩) حتى تنفقوا مما تحبون ومن ذا الذي يقرض الله (١٠)


ولا يستحقه (تخريجه) (ق والأربعة وغيرهم) (١) (سنده) حدثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) هو الحارث بن سويد كما جاء عند عبد الرزاق في جامعه (٣) كيف لفظة استفهام ومعناه جحد أي لا يهدي وقيل معناه كيف يهديهم الله في الآخرة إلى الجنة والثواب وبقية الآية (وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات) اي قامت عليهم الحجج والبراهين على صدق ما جاءهم به الرسول ووضح لهم الأمر ثم ارتدوا إلى ظلمة الشرك فكيف يتمنى هؤلاء الهداية بعد ما تلبسوا به من العماية ولهذا قال تعالى (والله لا يهدي القوم الظالمين) ثم قال تعالى (أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) أي يلعنهم الله ويلعنهم خلقه (خالدين فيها) أي في اللعنة أو النار المدلول بها عليها (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) أي لا يخفف عنهم ساعة واحدة ولا هم يمهلون (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) وهذا من لطفه وبره ورأفته ورحمته وعائدته على خلقه أنه من تاب اليه تاب عليه (٤) أي بهذه الآية جاء عند عبد الرزاق قال فحملها اليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث أنك والله ما علمت لصدوق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك وان الله لأصدق الثلاثة قال فرجع الحارث فأسلم فحسن اسلامه (تخريجه) الحديث سنده صحيح ورواه الطبري من طريق يزيد بن زريع عن داود بن أبي هند كما نقله الحافظ ابن كثير في تفسيره ثم قال وهكذا رواه النسائي والحاكم وابن حبان من طريق داود بن أبي هند به قال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه (باب) (٥) (سنده) حدثنا روح ثنا سعيد عن قتادة ثنا أنس ابن مالك الخ (غريبه) (٦) زاد في رواية أخرى قد أخذت عليك في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت الا أن تشرك وهذا معنى قوله في الحديث لقد سئلت أيس من ذلك يعني فأبيت (٧) أي قدر ما يملأ الأرض من شرقها إلى غربها (ذهبا) نصب على التمييز كقولهم عشرون درهما (ولو افتدى به) قيل معناه لو افتدى به والواو زائدة مقحمة (أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) أي ومالهم من أحد ينقذهم من عذاب الله أو ولا يجيرهم من أليم عقابة (تخريجه) (ق وغيرهم) (باب) (٨) (سنده) حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس قال لما نزلت الخ (٩) يعني الجنة قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وقال مقاتل بن حيان التقوى وقيل الطاعة وقيل الخير (حتى تنفقوا مما تحبون) أي من أحب أموالكم (١٠) القرض اسم لكل ما يعطيه الانسان ليجازي عليه فسمى الله تعالى عمل المؤمنين له على رجاء ما أعد لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>