للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله تعالى {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} الآية وتفسيرها وسبب نزولها]-

الليل) الخ الآية (عن ابن عباس) (١) أن امرأة مغببا (٢) أنت رجلا تشتري منه شيئا فقال ادخلي الدولج (٣) حتى أعطيك فدخلت فقبلها وغمزها (٤) فقال ويحك أني مغيب فتركها وندم على ما كان منه، فأتى عمر فأخبره بالذي فعل فقال ويحك فلعلها مغيب؟ قال فإنها مغيب، قال فائت أبا بكر فاسأله، فأتى أبا بكر فأخبره، فقال أبو بكر ويحكم لعلها مغيب؟ قال فإنها مغيب، قال فائت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلها مغيب؟ قال فإنها مغيب، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن {وأقم الصلاة طرفي النهار زلفى من الليل (٥) - إلى قوله للذاكرين} قال فقال الرجل يا رسول الله أهي في خاصة أو في الناس عامة؟ قال فقال عمر لا ولا تعمة عين لك (٦) بل هي للناس عامة، قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال صدق عمر (٧)


والمال المراد هنا الجاه والمنعة كما فسرت في رواية أبي عمر أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث، وفسر الإمام النووي قول لوط (لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) إنه لما اندهش- بحال الأضياف قال ذلك أو أنه التجأ إلى الله في باطنه وأظهر هذا القول الأضياف اعتذارًا اهـ فلما رأت الملائكة ما لقى لوط بسببهم (قالوا يا لوط) ركنك شديد وهو الله عز وجل {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} يعني بمكروه فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل عليه السلام ربه عز وجل في عقوبتهم فأذن له فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم وهذا معنى قوله عز وجل في آية أخرى {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر} ثم كان ما قصد الله عز وجل بقوله {فأسر بأهلك بقطع من الليل} إلى آخره القصة (تخريجه) (ق جه) وابن جرير وابن مردويه (١) (سنده) حدثنا مؤمل قال حدثنا حماد قال حدثنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس الخ (غريبه) (٢) المغيب والمغيبة التي غاب زوجها (أتت رجلا) هو أبو اليسر بالتحريك كعب بن عمرو والأنصاري كما صرح بذلك ابن جرير في حديثه قال أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمرا فقلت إن في البيت تمرا أجود من هذا فدخلت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت عمر الحديث (٣) بفتح المهملة وسكون الواو وفتح اللام، فسره في النهاية بالمخدع وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير (٤) جاء في رواية من حديث أبي هريرة أيضا عند الإمام أحمد قال فأدخلتها الدولج فأصبت منها ما دون الجماع (٥) (التفسير) قال ابن عباس طرفا النهار الغداة والعشي يعني صلاة الصبح والمغرب (وزلفا من الليل) أي ساعاته واحدتها زلفة، وقال الحسن (طرفا النهار) الصبح والعصر (وزلفا من الليل) المغرب والعشاء، وقال مقاتل صلاة الفجر والظهر طرف، وصلاة العصر والمغرب طرف (وزلفا من الليل) يعني صلاة العشاء (إن الحسنات يذهبن السيئات) يعني أن الصلوات الخمس يذهبن الخطيئات الذنوب الصغائر. فقد روى مسلم والإمام أحمد (عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن) زاد في رواية ما لم تغش الكبائر (ذلك) إشارة إلى ما تقدم ذكره من الاستقامة والتوبة، وقيل هو إشارة إلى القرآن {ذكرى للذاكرين} يغني عظة المؤمنين المطيعين (٦) زاد في رواية فضرب عمر صدره بيده فقال ولا نعمة عين ولا قرة عين لك والنون في نعمة بالحركات الثلاث كما في اللسان (٧) يعني أنها للناس عامة (تخريجه) (طب طس)

<<  <  ج: ص:  >  >>