للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى عبادي ألا فلا تظالموا كل بني آدم يخطئ بالليل والنهار ثم يستغفرني فأغفر له ولا أبالي فذكر نحو ما تقدم (عن أبي اسحاق) (١) عن الأغر قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ان الله عز وجل يمهل حتى يذهب ثلث الليل ثم ينزل (٢) فيقول هل من سائل (٣) هل من تائب هل من مستغفر هل من مذنب قال فقال له رجل حتى يطلع الفجر قال نعم (عن أنس) (٤) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء فخير الخطائين التوابون ولو ان لابن آدم واديين من مال لا ابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب (زاد في رواية) ويتوب الله على من تاب (ز) (عن محمد بن الحنيفة عن أبيه) (٥)


تقدم تاما بسنده وشرحه وتخريجه في باب عظمة الله تعالى المشار اليه سابقا في الطريق الثانية من حديث رقم ١٤ صحيفة ٤٢ في الجزء الأول وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وغيره (١) (سنده) حدثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن أبي اسحاق عن الأغر الخ (غريبه) (٢) النزول بالنسبة لله عز وجل لا كنزول المخلوقين لأنه تعالى ليس كمثله شيء قال النووي رحمه الله هذا الحديث من احاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء ومختصرهما ان احدهما هو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين انه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وان ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق (والثاني) مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والاوزاعي انها تناول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين (أحدهما) تأويل مالك بن أنس وغيره ومعناه تنزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله اتباعه بأمره (والثاني) انه على الاستعارة ومعناه الاقبال على الداعين بالاجابة واللطف والله اعلم اهـ (قلت) مذهب السلف اسلم وهو مذهبي (٣) يعني فاستجيب له كما صرح بذلك عند مسلم وكذلك قوله (هل من تائب) يعني فأتوب عليه وجاء عند مسلم بلفظ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر (تخريجه) (م وغيره) (٤) (سنده) حدثنا يزيد بن الحباب قال أخبرني علي بن مسعدة الباهلي عن قتادة عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (تخريجه) أورده المنذري بدون قوله ولو ان لابن آدم الخ وقال رواه (مذ جه ك) كلهم من حديث علي بن مسعدة وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة وقال الحاكم صحيح الاسناد اهـ (قلت) علي بن مسعدة قال في الخلاصة وثقه أبو داود الطيالسي وقال أبو حاتم لا بأس به وقال النسائي ليس بالقوي وفي التهذيب قال النسائي لا بأس به اهـ أما قوله ولو ان لابن آدم الخ الحديث فتقدم حديثا مستقلا في باب الترهيب من الحرص على المال صحيفة ٢٤٧ رقم ١٤٢ في هذا الجزء (٥) (ز) (سنده) قال عبد الله بن الامام احمد حدثني عبد الأعلى بن حماد الترسي حدثنا داود بن عبد الرحمن حدثنا ابو عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمر والبجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه (يعني علي بن أبي طالب

<<  <  ج: ص:  >  >>