للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) قال ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل دخل إبراهيم الليلة


صلى الله عليه وسلم بقتله وهذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب استحباب قتل الوزغ من كتاب القتل والجنايات فى الجزء السادس عشر صحيفة ١٩ رقم ٥٨ فأرجع اليه قال الله تعالى (قلنا يا نار كونى برداً وسلاما على ابراهيم) قال ابن عباس لو لم يقل سلاما لمات ابراهيم من بردها (قال الامام البغوى) فى تفسيره ومن المعروف فى الآثار انه لم يبق يومئذ نار فى الأرض الا طفئت فلم ينتفع فى هذا اليوم بنار فى العالم، ولو لم يقل (على ابراهيم) بقيت ذات برد أبداً (قال السدى) فاخذت الملائكة بضبعى ابراهيم فأقعدوه على الارض فاذا عين ماء عذب وورد احمر ونرجس، قال كعب ما احرقت النار من ابراهيم الاوثاقه، قالوا وكان ابراهيم فى ذلك الموضع سبعة أيام، قال المنهال بن عمرو قال ابراهيم ما كنت قط أياما أنهم منى من الايام التى كنت فيها فى النار، قال ابن يسار وبعث الله جبريل اليه بقميص من حرير الجنة وطنفسة فألبسه القميص واقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه، وقال جبريل يا ابراهيم ان ربك يقول لك أما علمت ان النار لا تضر احبائى، ثم نظر نمرود واشرف على ابراهيم من صرح له فرآه جالسا فى روضة والملك قاعد الى جنبه وما حوله نار تحرق الحطب، فناداه يا ابراهيم كبير إلهك الذى بلغت قدرته أن حال بينك وبين ما أرى، يا ابراهيم هل تستطيع ان تخرج منها؟ قال نعم، قال هل تخشى إن اقمت فيها أن تضرك؟ قال لا، قال فقم فأخرج منها، فقام ابراهيم يمشى فيها حتى خرج منها، فلما خرج اليه قال له يا أبراهيم من الرجل الذى رأيته معك فى مثل صورتك قاعدا الى جنبك؟ قال ذاك ملك الظل أرسله الىّ ربى ليؤنسنى فيها، فقال نمرود يا ابراهيم انى مقرب الى الاهك قربانا لما رأيت من قدرته وعزته فينا صنع بك حيث أبيت الا عبادته وتوحيده، انى ذابح أربعة آلاف بقرة، فقال له أبراهيم اذا لا يقبلها منك ما كنت على دينك حتى تفارقه الى دينى، فقال لا استطيع ترك ملتى وملكى ولكن سوف أذبحها فذبحها له نمرود ثم كف عن ابراهيم ومنعه الله منه (فصل فى هلاك نمرود) قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه قال زيد بن أسلم وبعث الله الى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالايمان بالله فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى عليه، ثم الثالثة فأبى عليه، وقال اجمع جموعك وأجمع جموعى، فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس فارسل الله عليه ذبابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فاكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية ودخلت واحدة منها فى منخر الملك فمكثت فى منخره أربعمائة سنة عذبه الله تعالى بها فكان يضرب رأسه بالمزراب فى هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها (فصل فى هجرة ابراهيم عليه السلام إلى الشام) قال الله عز وجل (ونجيناه ولوطا) أى من نمرود وقومه من أرض العراق (الى الآرض التى باركنا فيها للعالمين) يعنى الشام بارك الله فيها بالخصب وكثرة الأشجار والثمار، والأنهار ومنها بعث أكثر الانبياء، وقال أبىّ بن كعب سماها مباركة لأنه ما من ماء عذب إلا وينبع أصله من تحت الصخرة التى هى فى بيت المقدس (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) وذكر أهل الكتاب انه لما قدم الشام أوحى الله اليه انى جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك، فابتنى ابراهيم مذبحا لله شكرا على هذه النعمة، وضرب قبته شرقى بيت المقدس ثم انطلق مرتحلا الى التيمن يعنى أرض بيت المقدس وانه كان جوع أى قحط وشدة وغلاء فارتحلوا إلى مصر
(فصل فى قصة سارّة زوج الخليل عليه السلام مع ملك مصر)
(١) سبب ذلك انه عم القحط وشمل الجدب والغلاء وضاقت سبل العيش في الشام رحل إبراهيم عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>