للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باب ما جاء في دعوة ذي النون يعني يونس عليه السلام وحجه) (حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد) (١) حدثني والدي محمد عن أبيه سعد قال مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد علىّ السلام. فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين هل حدث فى الاسلام شيء مرتين؟ قال لا، وما ذاك؟ قال قلت لا: إلا أنى مررت بعثمان آنفا فى المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه منى ثم لم يرد علىّ السلام، قال فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان ما فعلت، قال سعد قلت بلى، قال حتى حلف وحلفت، قال ثم أن عثمان ذكر فقال بلى وأستغفر الله وأتوب إليه، انك مررت بى آنفا وأنا أحدث نفسى بكلمة سمعتها من رسول الله صلي الله عليه وسلم لا والله ما ذكرتها قط الا تغشى بصرى وقلبى غشاوة، قال قال سعد فانا أنبئك بها، إن رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابى فشغله حتى قام رسول الله صلي الله عليه وسلم فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقنى الى منزله ضربت بقدمى الأرض فالتفت الىّ رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال من هذا؟ أبو اسحاق؟ قال قلت نعم يا رسول الله، قال فمه (٢) قال قلت لا والله الا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابى فشغلك، قال نعم، دعوة ذى النون إذ هو فى بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين) فأنه لم يدع


وينبسط على وجه الأرض ليس له ساق ولا يبقى على الشتاء نحو القرع والقثاء والبطيخ فهو يقطين، قال مقاتل بن حيان فكان يونس يستظل بالشجرة وكانت وعلة تختلف اليه فيشرب من لبنها بكرة وعشيا حتى اشتد لحمه ونبت شعره وقوى (الوعلة انثى الوعل بكسر العين المهملة والوعل تيس الجبل) ثم نام نومة فاستيقظ وقد يبست الشجرة فحزن حزنا شديدا وأصابه أذى الشمس فجعل يبكى فبعث الله تعالى اليه جبريل فقال انخزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف من أمتك وقد أسلموا وتابو؟ (فان قيل) قال ها هنا فنبذناه بالعراء وقال في موضع آخر (لولا إن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء) فهذا يدل على أنه لم ينبذ (قيل) لولا هناك يرجع معناه إلى الذم معناه لولا نعمة من ربه لتنبذ بالعراء وهو مذموم ولكن تداركه النعمة فنبذ وهو غير مذموم (وأرسلناه الى مائة الف) أى وقد أرسلناه وقيل كان إرساله بعد تداركه النعمة فنبذ وهو غير مذموم (وأرسلناه الى مائة الف) أى وقد أرسلناه وقيل كان أرساله بعد خروجه من بطن الحوت اليهم، وقيل الى قوم آخرين (قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره) ولا مانع أن يكون الذين أرسل اليهم أولا أمر بالعود اليهم بعد خروجه من الحوت فصدقوه كلهم وآمنوا به (أو يزيدون) قال أبن عباس فى رواية عنه بل يزيدون وكانوا مائة وثلاثين ألفا، وقال مقاتل وابن عباس فى رواية أخرى كانوا عشرين الفا. ورواه أبىّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الحسن بضعا وثلاثين الفا، وقال سعيد بن جبير سبعين الفا والله أعلم (فآمنوا) يعنى الذين أرسل اليهم يونس بعد معاينة العذاب (فمتعناهم الى حين) أى حين انقضاء آجالهم والله أعلم
(باب) (١) (سنده) حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا يونس بن أبى أسحاق الهمدانى حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد الخ (غريبه) (٢) أى فماذا وتقدم شرح كلام النبى صلي الله عليه وسلم وتخريج الحديث أيضا فى باب دعوات يستجاب بها الدعاء من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر صحيفة ٢٧٨ قبل حديث رقم ٢٠٦

<<  <  ج: ص:  >  >>