للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل (باب ذكر نبى الله عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته مريم بنت عمران عليهما السلام) (عن أبى هريرة) (١) قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما من مولود يولد الا نخسه الشيطان (٢) فيستهل صارخا من نخسة الشيطان الا ابنَ مريم وأمَّه: قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم (انى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) (٣).


أن لا أدع منكم نافخ نار ولا ذكراً إلا قتلته، فلما رأوا الجهد وشدة القتل صدقوه الخبر وقالوا هذا نبى كان ينهانا عن كثير مما يسخط الله ويخبرنا بخبركم فلم نصدقه وقتلناه وهذا دمه، فقال ما كان اسمه؟ قالوا يحي بن زكريا: فقال الآن صدقتمونى، لمثل هذا انتقم ربكم منكم وخر ساجدا، وقال لمن حوله اغلقوا أبواب المدينة وأخرجوا مَن ها هنا من جيش جودرس ففعلو وخلا ببنى اسرائيل ثم قال للِدّم يا يحي قد علم ربى وربك ما قد أصاب قومك من أجلك وما قتل منهم فاهدأ باذن الله قبل ان لا يبقى من قومك أحد فسكن الدم، ورفع نبوزاذان عنهم القتل وقال آمنت بما آمنت به بنوا اسرائيل وصدقت به وأيقنت انه لا رب غيره ثم قال لبنى اسرائيل ان جودرس امرنى ان اقتل فيكم حتى تسيل دماؤكم فى عسكره ولست أستطيع أن أعصيه، قالوا افعل فأمرهم ان يحفروا حفيرة وأمر بالخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والابل فذبحها حتى كثر الدم وأجرى عليه ماء فسال الدم فى العسكر فأمر بالقتلى الذين كان قتلهم فالقوا فوق المواشى فلما نظر جودرس الى الدم قد بلغ عسكره أرسل الى نبوزاذان ان أرفع المقتل عنهم فقد انتقمت منهم مما فعلوا. وهى الموقعة الأخيرة التى أنزل الله ببنى اسرائيل: يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وقضينا الى بنى اسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلّن علوّاَ كبيراَ) الى قوله (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) وكانت الموقعة الأولى بختنصر وجنوده ثم رد الله عز وجل لهم الكرة ثم كانت الموقعة الأخيرة جودرس وجنوده كانت أعظم الوقعتين، فيها كان خراب بلادهم وقتل رجالهم وسبى ذراريهم ونسائهم يقول الله تعالى (وليتبروا) أى يدمروا ويخربوا (ما علوا) أى ما ظهروا عليه (تتبيرا) أى تخريبا ثم لم تقم لهم قائمة بعد ذلك وهذا جزاء الظالمين المفسدين قال تعالى (وأملى لهم أن كيدى متين) وقال صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ليملى للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته رواه الشيخان وغيرهما عن أبى موسى (باب) (١) (سنده) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٢) أصل النخس الدفع والحركة، والمعنى انه يدفعه باصبعه حين يولد كما جاء فى بعض الروايات (٣) يستدل أبو هريرة على صحة هذا الحديث بقوله تعالى أنى أعيذها بك الآية، ومعناه ان الله حفظهما من الشيطان حتى من النخسة عند الولادة (تخريجه) (ق) وغيرهما (وله طريق أخرى) عند الامام احمد قال حدثنا اسماعيل بن عمر حدثنا ابن أبى ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال كل مولود من بنى آدم يمسه الشيطان بأصبعه الا مريم ابنة عمران وأبنها عيسى رواه مسلم أيضا (وله طريق ثالث) عند الامام احمد أيضا قال حدثنا هشيم حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال كل انسان تلده أمه يلكزه الشيطان فى حضينته (اللكز الدفع بالكف والحضينة الجنب والمعنى يضربه بكفه على جنبه) إلا ما كان من مريم وابنها، ألم تر الى الصبى حين يسقط كيف يصرخ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال ذلك حين يلكزه الشيطان بحضينته) اورده الحافظ ابن كثير في تاريخه

<<  <  ج: ص:  >  >>