للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كى يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكى يلقى نفسه منه تبدّى له جبريل عليه السلام فقال يا محمد انك رسول الله حقا فيسكن ذلك جأشه وتقر نفسه عليه الصلاة والسلام فيرجع فاذا طالبت عليه وفتر الوحى غدا لمثل ذلك، فاذا أوفى بذروة جبل تبدّى له جبريل فقال له مثل ذلك (عن ابن عباس) قال أنزل على النبى صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، وكان بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرا، فمات وهو ابن ثلاث وستين (وعنه أيضا) قال أقام النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكة خمس عشرة سنة سبع سنين يرى الضوء ويسمع الصوت. وثمان سنين يوحى اليه، وأقام بالمدينة عشر سنين


بالترجيح فما فى الصيحيح أصح، وان لحظنا الجمع أمكن أن يقال الواو فى قوله وفتر الوحى ليست للترتيب فلعل الراوى لم يحفظ لورقة ذكرا بعد ذلك فى أمر من الامور فجعل هذه القصة انتهاء أمره بالنسبة الى علمه لا الى ما هو الواقع (١) قال الحافظ فتور الوحى عبارة عن تأخره مدة من الزمان، وكان ذلك ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع وليحصل له التشوق الى العود اهـ (قلت) احتبس الوحى ثلاث سنين كما فى تاريخ الامام احمد وجزم به ابن اسحاق، وفى الأحاديث أنه قدر سنتين ونصف (٢) لفظ فيما بلغنا معترض بين الفعل ومصدوه وهو (حزنا) والقائل هو محمد بن شهاب الزهرى من بلاغاته وليس موصولا، ويحتمل أن يكون بلغه بالاسناد المذكور، والمعنى ان فى جملة ما وصل الينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه القصة، وهو عند ابن مردويه فى لاتفسير باسقاط قوله فيما بلغنا ولفظه فترة حزن النبى صلى الله عليه وسلم منها حزنا (غدا) بغين معجمة من الذهاب غدوة (٣) أى يسقط (٤) أى الجبال العالية (٥) بكسر الذال المعجمة وتفتح وتضم يعنى أعلاه (٦) انما اراد ذلك اشفاقا ان تكون الفترة لامر أو سبب منه فتكون عقوبة من ربه، ففعل ذلك بنفسه ولم يرد بعد شرع بالنهى عن ذلك فيعترض به، أو حزن على ما فاته من الأمر الذى بشره به ورقة ولم يكن خوطب عن الله انك رسول الله ومبعوث الى عباده، وعند ابن سعد من حديث ابن عباس بنحو هذا البلاغ الذى ذكره الزهرى (ولفظه) مكث أياما بعد مجيء الوحى لا يرى جبريل فحزن حزنا شديدا حتى كان يغدو الى ثبير مرة والى حراء أخرى يريدان يلقى نفسه (٧) جاء فى حديث ابن سعد المذكور فبينا هو عامد لبعض تلك الجبال إذ سمع صوتا فوقف فزعا ثم رفع رأسه فاذا جبريل على كرسى بين السماء والأرض متربعا يقول يا محمد أنت رسول الله حقا وأنا جبريل (٨) بالجيم ثم الهمزة الساكنة ثم شين معجمة أى اضطراب قلبه (وتقر) بكسر القاف وفتحها (نفسه) أى تطمئن (تخريجه) (ق مذ نس) قال العلامة القسطلانى وهذا الحديث يحتمل أن يكون من مراسيل الصحابة فان عائشة لم تدرك هذه القصة، لكن الظاهر أنها سمعت ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم فأخذنى فغطنى، فيكون قولها أول ما بدئ به حكاية ما تلفظ به النبى صلى الله عليه وسلم وحينئذ فلا يكون من المراسيل (٩) (سنده) حدّثنا محمد بن جعفر حدثنا هشام عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) (ق. وغيرهما) (١٠) جدّثنا أبو كامل حدثنا حماد أخبرنا عمار بن ابى عمار عن ابن عباس الخ (غريبه) (١١) يعنى بعد أربعين سنة بعث لها أخذا من الحديث التالى (١٢) يستفاد منه أن

<<  <  ج: ص:  >  >>