للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن أبي بكر بن عبد الرحمن) بن الحرث بن هشام المخزومى عن أم سلمة ابنة أبى أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشى، أمِّنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه؛ فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشى فينا رجلين جلدين وان يهدوا للنجاشى هدايا مما يستطرف من متاع مكة؛ وكان من أعجب ما يأتيه منها اليه الأدم فجمعوا له ادما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبى ربيعة بن المغيرة المخزومى وعمرة بن العاص بن وائل السهمى وأمروهما أمرهم وقالوا لهما ادفعوا الى كلك بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشى فيهم، قم قدّموا للنجاشى هداياه ثم سلوه أن يسلمهم اليكم قبل أن يكلمهم، نالت فخرجنا فقد منا على النجاشى، ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريق الا دفعا اليه هديته قبل أن يكلما النجاشى، ثم قالا لكل بطريق


أن أبا موسى كان ممن هاجر من مكة الى أرض الحبشة إن لم يكن ذكره مدرجا من الرواة والله أعلم ثم قال وقد روى عن ابى اسحاق السبيعى من وجه آخر ثم روى من كتاب الدلائل لأبى نعيم حديثا طويلا باسناده إلى أبى موسى وفى أوله أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتطلق مع جعفر بن أبى طالب إلى أرض النجاشى الخ، ثم قال بعد ذلك وهكذا رواه الحافظ البيهقى فى الدلائل من طريق أبى على الحسن بن سلام السواق بن عبيد الله بن موسى فذكر باسناده مثله الى قوله فأمر لنا بطعام وكسوة قال وهذا اسناد صحيح وظاهره يدل على أن أبا موسى كان بمكة وأنه خرج مع جعفر بن أبى طالب الى أرض الحبشة: والصحيح عن يزيد بن عبد الله بن أبى بردة عن جده عن أبى موسى أنه بلغهم مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم باليمن فخرجوا مهاجرين فى بضع وخمسين رجلا فى سفينة فألقتهم سفينتهم الى النجاشى بأرض الحبشة فوافقوا جعفر بن أبى طالب وأصحابه عندهم، فأمره جعفر بالإقامة فأقاموا عنده حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن خيبر، قال وأبو موسى شهد ما جرى بين جعفر وبين النجاشى فاخبر عنه، قال ولعل الراوى وهم فى قوله أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق والله أعلم (١) (سنده) حدّثنا يعقوب حدثنا أبى عن محمد بن اسحاق حدثنى محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب عن ابى بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومى عن أم سلمة الخ (غريبه) (٢) بفتح الجيم وسكون اللام أي قويين فى نفسهما وجسدهما (٣) بفتح الهمزة والدال المهملة هو ما يؤتدم به الطعام (٤) تقدم فى حديث ابن مسعود أن الذى كان مع عمرة بن العاص عمارة بن الوليد بن المغيرة (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) قيل إن قريشا بعثت الى النجاشى فى أمر المهاجرين مرتين: الأولى مع عمرو بن العاص وعمارة والثانية مع عمرو وعبد الله بن أبى ربيعة، نص عليه أبو نعيم فى الدلائل والله أعلم، وقد قيل إن البعثة الثانية كانت بعد وقعة بدر، قاله الزهرى لينالوا ممن هناك ثأرا فلم يجبهم النجاشى رضي الله عنه وارضاه الى شئ مما سألوا فالله أعلم (قلت) عمارة بن الوليد أحد الذين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تضاحكوا يوم وضع سلا الجزور على ظهره صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وقد اوقع الله بينه وبين عمرو فتكايدا عند النجاشى فكاد عمرو عمارة عنده حتى اتهمه ببعض نسائه، فتحاشى النجاشى من قتله وامر السواحر فسحرته فتوحش من الإنس وهام على وجهه مع الوحش حتى هلك هناك (أما عبد الله بن أبي ربيعة)

<<  <  ج: ص:  >  >>