للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه]-

(وعن عبد الملك بن عمير) قال استعمل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام وعزل خالد بن الوليد قال فقال خالد بن الوليد بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"، قال أبو عبيدة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقول، خالد سيف من سيوف الله عز وجل ونعم فني العشيرة" (وعن ابن مسعود رضي الله عنه) قال جاء العاقب والسيد صاحبا


الله عنه وقد أمره (صلى الله عليه وسلم) أن يصلي بالناس إماماً في مرضه الذي توفي فيه فأمهم حتى لحق (صلى الله عليه وسلم) بالرفيق الأعلى وقد أخذ أكابر الصحابة من هذه الإشارة أنه الخليفة بعده (صلى الله عليه وسلم) وقالوا رضية (صلى الله عليه وسلم) لأمر ديننا أفلا نرضاه لدنيانا (تخريجه) روائه رواه الصحيح إلا أن في متنه نكارة إذا المعروف أن أبا بكر (رضي الله عنه) هو الذي طلب أن يبايع بالخلافة عمر أو أبا عبيد فأبيا ورأي عمر أن تكون البيعة لأبي بكر فبايعه وتتابع الناس على البيعة فالأقرب أن يكون القائل لأبي عبيدة "أبسط يدك حتى أبايعك" هو أبو بكر بعد أن أباها عمر وهو ما صرحت به رواية الحاكم ففي المستدرك بإسناده إلى أبي البحتري قال، قال أبو بكر الصديق لأبي عبيدة رضي الله عنهما هل أبايعك فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنك أمين هذه الأمة فقال أبو عبيدة كيف أصلي بين يدي رجل أمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يؤمنا حين قبض قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي منقطع أهـ (قلت) والظاهر أن الانقطاع جاء من أبي البحتري سعيد بن فيروز فأنه يروي عن عمر وعلي مرسلاً كما في الخلاصة والله أعلم.
(٤٠٣) (١) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك أبن عمير قال الخ (٢) كتب الله النصر لخالد في كل موطن ففتن به بعد الناس فعزله عمر عن القيادة ليعلموا أن النصر من عند الله وكتب إلى الأمصار، أني لم أعزل خالدً عن سخطه ولا خيانة ولكن الناس فتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وكان ذلك سنة ١٧ (تخريجه) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة أهـ (٤٠٤) (٣) (سنده) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أسود قال وأنا خلف بن الوليد ثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن صلة عن أبن مسعود قال الحديث (قصة وفد نصاري نجران) كتب (صلى الله عليه وسلم) إليهم يدعوهم إلى الإسلام فإن أبيتم فالجزية فإن أبيتم فقد أذمتكم بحرب فقدموا عليه (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة في ستين راكباً فيهم نم أشرافهم أربعة عشر رجلاً، في الأربعة عشر عشر ثلاثة نفر إليهم يرجع أمرهم هم (العاقب) و (السيد) و (أبو حارثة بن علقمة) فدخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أثر صلاة العصر عليهم ثياب الحبرات جيب وأردية فقال الصحابة ما رأينا وفداً مثلهم جمالاً وجلالة وحانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المشرق فأرا الناس منعهم فقال (صلى الله عليه وسلم) دعوهم ومكثوا بالمدينة أياماً يناظرون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عيسي ويزعمون أنه أبن الله إلى غير ذلك من أقوالهم الباطلة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرد عليهم بالبراهين الساطعة وهم لا يبصرون فداعهم (صلى الله عليه وسلم) إلى المباهلة - وهي أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا لعنة اله على الكاذب منا - فأبوها بعد تشاور بينهم خشية أن ينزل بهم العذاب وذكر ابن سعد بإسناد مرسل أن ثمانين آية من أول سورة آل عمران نزلت في ذلك وصالحوه (صلى الله عليه وسلم) على ألفي حلة

<<  <  ج: ص:  >  >>