للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -؟ قالت: بلى، ثم سكتت، فقيل لها بعد ذلك: أيّ شيء قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -؟ قالت: إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - قال … فذكرت الحديث. وهذا ظاهره كظاهر رواية جرير وشعبة، ومع ذلك ذكره المزّيّ في مسند أبي موسى. وذكره المزيّ من رواية ثابت ابن قيس، ومن رواية عياض الأشعريّ، كلاهما عن امرأة أبي موسى، عن أبي موسى، وروية ثابت في "فوائد أبي العباس بن نجيح"، ورواية عياض في "معجم الطبرانيّ"، وكلها يدلّ على أن أم عبد اللَّه إنما حمدته عن أبي موسى، فتُحمل الروايات المطلقة على ذلك، والحديث إنما هو من مسند أبي موسى. انتهى "النكت الظراف" ١٣/ ٩٠ - ٩١.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: وهذا ظاهره كظاهر رواية جرير، وشعبة. فيه نظر؛ لأنه سبق له أن رواية شعبة ظاهرها أن الحديث من مسند أبي موسى، وأن أم عبد اللَّه إنما سمعته منه. فتنبّه.

وقوله ذكره المزيّ في مسند أبي موسى من رواية قرثع الخ. فيه نظر أيضًا؛ لأنه لم يذكره في مسند أبي موسى، وإنما ذكره في مسند امرأة أبي موسى، نَبَّهَ على هذا بعضهم.

والحاصل أن الأرجح كون الحديث من مسند أبي موسى الأشعريّ - رضي اللَّه عنه -، وأن امرأته روته عنه، لا عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -. واللَّه تعالى أعلم.

والحديث صحيح بما سبق. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٨٦٦ - أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَوْسٍ, عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ (١) , امْرَأَةِ أَبِي مُوسَى, عَنْ أَبِي مُوسَى, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ, وَسَلَقَ, وَخَرَقَ».

رجال هذا الإسناد: ثمانية أيضًا:

١ - (عبدة بن عبد اللَّه) الصفّار الخزاعيّ البصريّ كوفي الأصل، ثقة [١١] ١٨/ ٨٠٠.

٢ - (يحيى بن آدم) أبو زكريا الكوفي الثقة الحافظ الفاضل من كبار [٩] ١/ ٤٥١.

٣ - (إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفيّ، ثقة [٦] ٧٥/ ١٠٠٦.

٤ - (أم عبد اللَّه امرأة أبي موسى) الأشعريّ، بنت أبي دومة، لها صحبة، وحديث.

والباقون تقدموا في الذي قبله. والحديث أيضًا صحيح بما سبق. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.


(١) وفي نسخة "عن أم لعبد اللَّه".